احذر ! أنت مراقب(1-27)

احذر! أنت مراقب

بدأ الأمر في شركة General Dynamics Corp، بناء على شكوى قدمها أحد الزبائن. فمنذ حوالي عام، تلقى شوانسي موريس (Chauncey Morris)، وهو المشرف الإقليمي لإحدى الشركات المتعاقدة مع الحكومة الأمريكية، مكالمة من أحد الزبائن. وكان من الواضح من هذه المكالمة أن أحد الفنيين العاملين في شركة General Dynamics لم يكن يمضي وقته في حل مشكلات الزبائن. وقال موريس:“تذمر الزبون من أن الفني لم يكن ينجز عمله، بل كان يجلس في غرفته، وينخرط في برامج الدردشة”.
ولاحظ موريس أن فاتورة الهاتف النقال وجهاز النداء لهذا العامل أصبحت مرتفعة جداً منذ عدة شهور. ولأن تدريب أي فني جديد يكلف بين 10000 و15000 دولاراً، قرر موريس أن يتحقق بنفسه من الأعمال التي يقوم بها هذا العامل، قبل أن يتخذ أي إجراءات مستعجلة بحقه. فطلب من الفني أن يرسل حاسوبه المفكرة إلى المركز الرئيسي، بحجة أن الحاسوب يحتاج إلى ترقية بعض البرمجيات. وما أن حصل موريس على الحاسوب، حتى ركّب عليه برنامج eBlaster، من شركة SpectorSoft-وهو تطبيق يسجل ضربات لوحة المفاتيح، ومواقع ويب، وجلسات الدردشة، ثم يرسل تقارير بها عبر البريد الإلكتروني إلى عنوان معين.
وخلال يوم واحد، تلقّى موريس عبر البريد الإلكتروني أول مجموعة من تقارير سجلات نشاط ذلك الفنّي على حاسوبه. وقال موريس “كان العامل على علاقة غرامية. وكان يقضي ساعات في غرف الدردشة وإرسال الرسائل بالبريد الإلكتروني”. وقام موريس بتذكير ذلك العامل بسياسة الشركة حول الاستخدام المقبول لأجهزة الحاسوب.
إذا كنت تعتقد أن هذا السيناريو فريد من نوعه، فأنت مخطئ تماماً، إذ يقع أكثر من 14 مليون أمريكي تحت المراقبة الإلكترونية، من رؤسائهم في العمل، الذين لا يكتفون بمراقبة رسائل البريد الإلكتروني، وجلسات الدردشة، ومواقع ويب فحسب، بل يدققون في الملفات الموجودة على حواسيب موظفيهم، حسب تقرير نشرته شركة Privacy Foundation، في تموز/يوليو 2001، وهي شركة قانونية متخصصة في الدفاع عن الحقوق الشخصية، تقع في مدينة دينفر الأمريكية. ويمكن أن تكون المراقبة في بعض الحالات كرد فعل عكسي، كما كان الحال مع شركة General Dynamics. لكن في معظم الأحيان، تراقب الشركات العاملين للقضاء على المشكلات في مهدها.
من حق الشركات أن تراقب الحواسيب التي تعود ملكيتها إليها. ولا تحتاج هذه الشركات إلى أمر من النيابة، أو إذن من أحد لمراقبة حواسيبها. وتعتبر الشركات غير ملزمة بإعلام العاملين لديها عما تنوي القيام به من مراقبة، طالما أنها تطبّق الأمر سواسية على جميع العاملين فيها. ويقول إرك هيميندنجر (Eric Hemmendinger)، وهو مدير الأبحاث لشركة الاستشارات التكنولوجية Aberdeen Group، “إن الشركة التي تعمل لديها تملك حاسوبك، ولذلك فإن ما تفعله على ذلك الحاسوب هو على حساب وقت الشركة، وعلى عتادها. وإذا أردت تنفيذ أعمال خاصة بك، فعليك أن تفعل ذلك في مكان آخر، وليس على أجهزة الشركة التي تعمل لديها”.

هذه المقالة منقولة من موقع مجلة (بي سي ماجازين ) النسخة العربية… ارجو الاستفادة…