تعود بي الذاكرة إلى الوراء عندما تم تعيين الدكتور عبدالعزيز الدخيّل مديراً لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن. يومها كان الحديث عن جسامة التحدي الذي يواجهه المدير الجديد لجامعة ناجحة في مجرد الحفاظ على ما حققته تلك الجامعة من نجاح على مدى سنوات طويلة، فضلاً عن امكانية الاضافة والتطوير إلى مؤسسة بهذا المستوى من النجاح…
إن من السهل الحديث عن رجل ترك كرسي المنصب… فالمنصب كثيراً ما يظلم صاحبه، لأن الحديث عن النجاح قد يفهم على أنه تملق لصاحب المنصب حينما يكون في موقع السلطة… ولهذا قد “يبخل” البعض منا في تقدير جهود الناجحين، هرباً من شبهة التملق والنفاق… أما بعد مغادرة المنصب فإن مساحة الحرية في الحديث تصبح أكثر رحابة…
لقد حققت الجامعة، تحت ادارة الدكتور الدخيّل، العديد من النجاحات… فمازالت الجامعة بمنأى عن مشكلة الفجوة بين متطلبات سوق العمل ومخرجات التعليم لأن المستوى التأهيلي لخريجيها يجعلهم قادرين على اقتحام سوق العمل بكل اقتدار رغم تزايد متطلبات واشتراطات سوق العمل في السنوات الأخيرة.
ومن النجاحات أيضاً فكرة الكراسي العلمية واستقطاب جهود القطاع الخاص للدخول في شراكات مثمرة مع الجامعة… وقد ثبت - من تجارب الدول المتقدمة - ان استقطاب القطاع الخاص والدخول معه في شراكات مدروسة هو أحد أبرز الأسباب التي كرست مفهوم توظيف امكانات الجامعات لخدمة المجتمع وتلبية احتياجاته الحقيقية والقضاء على ما يسمى بـ"عزلة" الاكاديميين في أبراج عاجية عن نبض المجتمع ما جعل الجامعات في الدول المتقدمة مراكز إشعاع وابتكار وقيادة لحركة المجتمع.
ولعل من حسن الطالع ان الجامعة التي تودع رجلاً بامكانات عبدالعزيز الدخيّل، تستقبل مكانه أحد أبنائها المتفوقين وهو الدكتور خالد السلطان الذي عرف بأنه طالب متميز في الجامعة، واستمر في تميزه استاذاً وعميداً وإدارياً… ثم واصل نجاحه كوكيل لوزارة التعليم العالي… ندعو الله أن يوفق كلاً من معالي الدكتور عبدالعزيز الدخيل ومعالي الدكتور خالد السلطان… وان تستمر جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في تحقيق المزيد من النجاح.
- رد -
كنت وبكل فخر أحد طلاب هذه الجامعة هذه الجامعة التي تصقل شخصية الإنسان وتضيف لحياته خبرات جديدة وتضاعف من قيمته في المجتمع عندما بدأت مشوار الدراسة فيها, كان د.الدخيل قد بدأ مشواره كمدير للجامعة معظم الطلاب عندما يقيمون ذلك المدير الجديد كانوا يقارنونه بمدير الجامعة الذي قبله, د. البكر
كنت لا أرى أي عدالة في هذه المقارنة
فالبكر كان مديراً للجامعة في عهد الطفرة, أي عندما كانت الميزانية السنوية تتجاوز احتياجات الجامعة الأساسية بينما تولى د. الدخيل إدارة الجامعة عندما تقلصت الميزانية إلى حوالي ثلاثمائة مليون ريال
البكر كان مديراً للجامعة عندما كان عدد طلابها لا يتجاوز الأربعة آلاف طالب بينما تولى الدخيل إدارة الجامعة وقد تجاوز عدد الطلاب السبعة آلاف
للأسف أن الطلاب كانوا يقارنون بين الاثنين دون مراعاة هذه الظروف
لا أنكر أننا كطلاب قد عانينا من مشاكل لم يواجهها الطلاب السابقين, كمشاكل عدم التنسيق في سكن الطلاب, وغيرها من المشاكل
لكن لا أنكر أيضاً أن مثل هذه المشاكل لم تكن لتحصل لولا تزايد الطلاب ومحدودية الميزانية, وليس لأن هذا الشخص أو ذاك تولى إدارة الجامعة
لكن النقطة المهمة في كل هذه التطورات, أن معظمها لم يكن من الدخيل مباشرة, وإنما في اعتقادي أن هذا ثمرة لسياسة الباب المفتوح التي كان ينتهجها, حيث كان في معظم الأحيان (وليس دائماً) لا يتردد في سماع أي نصيحة من أي فرد, سواءً كان طالبا أو موظفا أو أستاذ, ويتبناها(أحياناً)
مازالت بعض المشاكل عالقة (كمشكلة تعامل رجال الأمن مع الطلاب) منذ عهد د.الدخيل ويتم تكريرها في كل لقاء سنوي له مع الطلاب, وأني أرى في د.السلطان (الذي كنا نقابله في ممرات كلية الحاسب الآلي ولم نسمع عنه إلا كل خير) الشخص المؤهل لمواجهتها وإثراء الجامعة وتطويرها إذا أضاف لمهاراته الإدارية ميزة الانفتاح على منسوبي الجامعة والالتفات لآرائهم دون تمييز بين طالب أو موظف أو أستاذ
- رد -
كل ما أود قوله هو أن كل انسان في الغالب يكره من يًكرهه (بضم الياء و كسر الراء) فالمجد الذي نال نصيبه من التقدير قد تعمى عينه عن المساوئ و المقصر الذي استحق جزائه سيبحث عن ما يعزي فيه نفسه، أقول د.عبدالعزيز الدخيل ماقصر لكن خطؤه الذي المؤلم هو تقشفه على حساب العملية التعليمية فكثير من الأساتذة المتميزين رحلوا لتقشفه و حل محلهم أساتذة من آسياالجنوبية و الجنوبية الشرقية الذين بكل أسف ( وهذا ليس انتقاصا و انما احكم على مارأيت) انهم فاشلون تماما من ناحية التعليم و ايصال المعلومة و هذا مثال على هذه السياسة التقشفية و هو كما اعتقد خطيئته في حق مجتمعه.