السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من خلال متابعتي للمنتديات وجدت هذا الموضوع الذي يُشخص حال بعض الخريجين الجدد وأحببت أن أنقله لكم حتى لا يحصل لكم ماحصل لصاحب الموضوع مع الإعتذار له على النقل .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً : أشكر الإخوان القائمين على منتديات البطالة واسأل الله ان يجازيهم خير الجزاء على مايقومون فيه من خدمة الشباب العاطل من أبناء هذا الوطن .
ثانياً : لقد سُعدت جداً عندما شاهدت إفتتاح قسم ( تجربتي الوظيفية الناجحة ) وقررت أن أسجل في المنتدى لكي أكتب لكم تجربتي الوظيفية والمطبات الصعبة التي مررت بها والتي قد أكون أن السبب الأول بها من حيث لا أعلم وأتمنى من الجميع أخذ العظة والعبرة منها وعدم الوقوع في الأخطاء التي وقعت بها .بسم الله نبدأ ,
في البداية أنا شاب أبلغ من العمر 27 تخرجت في عام 2008 من إحدى الجامعات السعودية في إحدى التخصصات الهندسية وبمعدل جيدجداً ,
وكنت أحلم منذ دخولي للكلية في الإلتحاق بإحدى الوظائف في مكان مُعيّن وقد بذلت الغالي والنفيس أثناء دراستي وتحمّلت الكثير الكثير الكثير من الضغوط , وأستطعت بتوفيق الله التغلب على كثير من المصاعب كل ذلك أجل تحقيق حُلمي ومُبتغاي الوظيفي ,
بعد إنتهاء دراستي الجامعية ذهبت لإستلام وثيقة التخرج وكنت وقتها منتشياً لاتكاد تغادر البسمة شفاهي من الفرح وعندما رجعت للمنزل إستقبلني والداي ( أبي وأمي ) بدموع الفرح وقاما بالسلام على رأسي وهما يبكيان !! ويرددان عبارة ( الله يوفقك ياولدنا لقد رفعت رأسنا ) وماخيبت ظننا فيك , وربي ماضيع جهدك ,
بعد وقت قصير جداً قدمت على الحُلم وكنت وقتها واثقاً بإذن الله أنها الخطوة الأولى التي تتبعها خطوات كنت أراها مُجرد مراحل سوف تنتهي بقبولي بالوظيفة ,
وكما تعلمون أن مراحل التقديم على أي وظيفة هي ( تقديم - ترشيح - إختبار - مقابلة شخصية - كشف طبي ) وعادةً تأخذ وقت يكون تقريباً من 3 إلى 6 شهور ,
المُهم أنني وبتوفيق الله إجتزت جميع المراحل بنجاح وكنت أرى الرضا التام من أصحاب العمل حتى أن أحدهم قال لي بالحرف الواحد أنت مقبول وإعلان ذلك مُجرد وقت ليس إلا ,
وكنت خلال مراحل التقديم لهذه الوظيفية يأتيني زملائي لأخذي معاهم للتقديم على أماكن آخرى وكنت أذهب معاهم فقط لأخذ الخبرة من إختبارات القبول والمُقابلات الشخصية وليست عندي نيّة أبداً في الإلتحاق بهذه الوظائف ,
بعد فترة بسيطة كانت تأتيني إتصالات من الأماكن التي ذهبت إليها مع زملائي تُخبرني بالقبول وبمرتبات طيبة جداً تترواح بين 7000 ريال و11000 ريالولكنني كنت لا أذهب إليهم بسبب أنني أريد مكاناً مُعيناً فقط أشرت إليه سابقاً في بداية الحديث , وكان زملائي يذهبون لتلك الوظائف ويستغربون مني رفض الوظائف وينصحوني بالقبول لكن كنت أواجههم بثقة كبيرة بأنني سوف أتوظف قريباً في المكان الذي أريد والذي أحببته ,
وقد كنت أتصل على مسؤولي التوظيف في الذي المكان الذي أود الإلتحاق به وكانوا يخبروني أن التوظيف وأسماء المقبولين يأخذ وقت وأيضاً كانوا يبشرونني بأنني مقبول لكن عليك الإنتظار , وبعد فتره إتصلت عليهم وأخبرونني أن الأسماء سوف تُعلن في اليوم الفلاني وسوف نتصل بك ,
في اليوم المحدد جلست في المنزل أنتظر الإتصال ولم أنام في الليلة السابقة من شدة الفرح , يآآآآ الله تحقق الحلم ( أخوكم واثق ) , وعندما حانت ساعة الصفر وضعت الجوال بجانبي وأمام مرآى عيني ,
مرّت الساعة الأولى والثانية والثالثة , عندها بدأ قلبي بالخفقان وكانت نبضاته تكاد تُسمع من شدة الخوف والهلع ولكني قُلت لعل الأسماء وصلت متأخراً وسوف يتصلون بعد الظهر ,
بعد اللانش تايم إنتظرت الإتصال وكانت حالتي مثل الأول خوف وهلع بعد ماكنت واثق من قبولي , المهم عند 3 عصراً إتصلت على مسؤولي التوظيف ولم أجد الرد منهم , عندها عرفت أن الموضوع فيه شيء ,
في اليوم التالي كررت الإتصال وأيضاً لم يرد علي أحد عندها شديت الرحال وذهبت إليهم شخصياً وعند دخولي عليهم ( وكانوا جميعهم يعرفوني لأنني كنت أتردد عليهم بين فترة وآخرى ) تغيّرت وجوههم وبدأ كل ينظر في الآخر , عندها أرتجلت وسألتهم عن النتائج هل وصلت فأجابني أحدهم بصوت خافت نعم , سألته عن نفسي , فأجاب للأسف أسمك ليس ضمن المقبولين ,
نزل الخبر علي كالصاعقة وكفاجعة الأم بولدها ودارت بي الدنيا وأصبت بدوار شديد , سألتهم لماذا لماذا قالوا لاندري ؟؟
قلت ألم تقولوا لي في البداية أن قبولي مُجرد وقت ليس إلا , قالوا نعم , قلت طيب ممكن إسمي سقط سهواً , قالوا لا نحن متأكدين من الأسماء ,
عندها خرجت من عندهم أجر أذيال الصدمة , وقررت ان أذهب للإدارة الرئيسية لكي أستفسر منهم وخلال شهرين من المراجعات لم أجد رداً مُقنعاً منهم , مرّة يقولوا المدير مسافر خارج المملكة وتارة يقولوا إسمك في الإحتياط !!!
الُمهم أنني أعرفت أن في الموضوع شيء غير طبيعي ووكلت أمري لله وقررت أن أصبر علّهم أن يتصلوا في الشهور القادمة , خلال فترة الإنتظار كانت تأتيني إتصالات من الأماكن التي قدمت عليها سابقاً وأيضاً من أماكن لم أُقدم عليها في الأصل وأيضاً من زملائي في الجامعة وذلك لوظائف عندهم , ولكني أيضاً كنت لا أذهب إليهم طمعاً في الوظيفة التي أريدها ,
بعد ذلك مرت سنة كاملة وأنا على نفس الحال إنتظار وراء إنتظار وكانت قداماي لاتكاد تحملني من الهموم التي أنا فيها وكنت لا أريد مقابلة أي أحد لأنهم كانوا يسألونني ( ها إتوظفت , وكانوا يستغربون بشدة عندما أقول لهم لااااا ) ,
وبعد مرور 18 شهراً سمعت أن المكان الذي أريده اخذ مهندسين جدد يزيدون عن 10 وذهبت مسرعاً إليهم لكي أستقصي الحقيقة وكان الكلام فعلاً صحيح وكلمتهم لماذا إسمي ليس موجود ولكن للأسف لم أجد جواباً شافياً من عندهم ,
عندها أيقنت تمام اليقين أنه لن يكون لي نصيب عندهم ولكن متى بعد سنة ونصف من المعاناة معاهم , وكان زملائي الذين تخرجوا معي منهم من تزوج ومنهم من سافر عن طريق العمل لإكمال الدراسة ومنهم من سافر لأخذ دورات , أما أنا فمكانك سر ,
مرت بي الأيام والأسابيع والشهور وأنا لم أفق من هذه الصدمة وأصبحت حبيساً لغرفتي لا أود الخروج ومقابلة الناس , والداي يبكيان شفقاً علي بعد ماكان يبكيان من الفرح عند تخرجي من الجامعة وبقيت على هذا الوضع حتى أكملت السنة الثانية من العطالة ,
وخلال هذه الفترة كان بعض أصدقائي وأقرباءي المُقربين مني يزورونني ويحاولون إنتشالي من أزمتي وقد نجحوا بنسبة بسيطة ,
بعد ذلك تحاملت على نفسي وبدأت أستعيد شيءً من القوة وبدأت أبحث عن الوظيفة من جديد ولكن
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.للأسف كل مادخلت في إختبار أو مقابلة شخصية لا أنجح والسبب أنني فقدت جزاءً كبيراً من معلوماتي الدراسية بسبب ما أصابني خلال هذه السنتين حتى أصابني تبلد في الإحساس وكنت أرى أن الاسئلة التي في ورقة الإختبار والمعلومات الموجودة فيها أول مرّة أشاهدها وهي عكس ذلك بل هي من أساسيات التخصص وأيضاً كان الذين يعملون لي المقابلات الشخصية يستغربون من عدم إلتحاقي بأي وظيفة خلال سنتين ولم أكن أجد رداً مقنعاً لهم .
الُمهم قبل شهرين إلتحقت بإحدى الوظائف ( كسعودة فقط ) ولم يعمل لي أي إختبار أو مقابلة وبراتب زهيد جداً يقارب راتب حارس الأمن وأزيدكم من الشعر بيت الشغلة كلها ( وقّع وروح ) .
لذا يا إخواني في ختام تجربتي الفاشلة وليست الناجحة أنصحكم نصيحة من إنسان مجرب مر بمنعطفات ومطبات كثيرة وخاض الكثير من التجارب مع أصحاب العمل :
( لا تتأمل في هذه الحياة أي شيء وتقول وظيفتي مضمونه وتركن لها إنما إذهب للوظيفة التي تأتي أولاً وبعدها إبحث عن ماتتمنى يعني بالعربي إمسك شي بيدك بغض النظر عن الراتب وبعدها دور , وتأكد أن المعدل والإختبار والمقابلة ليست كل شيء إنما هي وسيلة فقط قد توصلك لتحقيق المُراد , وصدق المثل القائل ماكل مايتمنى المرء يدركه )
ختاماً : اسأل الله العظيم رب العرش الكريم لكم التوفيق وأن لاتمروا بتجربتي الفاشلة والمُحبطة لكل إنسان طموح .
كتبه أخوكم : مهندس بلا روح