السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحببت أن اذكر تجربتي بداية من التقديم الى الفيلد اكسبوجر في شركة شلمبرجير. بداية أبدأ من المقابلة حيث كانت في معرض التوظيف المقام في مدينة واشنطن العاصمة في الولايات المتحدة. كان لدى الشركة منصة في المعرض ويقوموا بالتعريف بالشركة واعطاء نبذة بسيطة عنها. بعد ماسمعت النبذة قمت باعطاء السيرة الذاتية للموظف الذي قام بارسالي الى الأشخاص المختصين في المقابلات المبدئية. قمت بعمل مقابلة بسيطة ودية مع احدى الموظفات العربيات في الشركة وكانت المقابلة بسيطة وتعريفية تتحدث عن طموحاتك وعن رحلتك الدراسية وأي خبرات سابقة لك. أعتقد والله أعلم كان الهدف الرئيسي معرفة مستوى اللغة الانجليزية وشخصية المتقدم. انتهت المقابلة وكانت جدًا ممتازة والموظفة أخبرتني أنه يجب أن أتجهز للمقابلة المقبلة مع مدراء الأقسام حيث سيقوموا بالتواصل معي بالقريب العاجل.
عدت الى السعودية بفضل الله بعد المقابلة بأيام قليلات ومر الوقت ونسيت تمامًا موضوع الشركة. بعد العودة بثلاث أشهر تقريبًا تزيد أو تنقص وصلني اتصال من رقم غريب من الشرقية وبعد الرد أكتشفت أنه مسئولة التوظيف تدعوني للحضور للمقابلات المقامة في الظهران والتي تسمى “راوند 2” وبعدها بكم ساعة اتصلت واخبرتني بأنه لايوجد داعي للحضور فقد قررت الشركة اقامة المقابلات في جدة خلال أسبوع.
بالفعل توكلت على الله في اليوم المحدد وحيث كان المفروض تكون المقابلات من الساعة 8 الى الساعة الخامسة عصرًا تقريبًا. وصلت الى المقر في فندق هابيتات جدة الساعة السابعة والنصف صباحًا وقد كنت منهك من قلة النوم. انصدمت بكمية الحضور فكان العدد يفوق الخمسين شخص.
قمنا بالانتظار الى الساعة التاسعة والنصف حيث لم يحضر أحد والكل كان يبدي علامات الاستغراب على التأخير الحاصل. تقريبًا الساعة التاسعة والنصف ظهر مؤيد الهندي مسئول التوظيف وأخبرنا أنه المقابلات ستجرى بعد قليل. كان الوضع غاية في السوء والترتيب سئ. قام باللف مؤيد الهندي على الحضور وأخذ الأسماء والمؤهلات الدراسية واسماء الجامعات. بعدها بنصف ساعة وعاد واعتذر من كثير من الحضور بانه تم الاكتفاء بالعدد المطلوب من خريجي الدبلوم من كليتي ينبع والجبيل الصناعية.
بالاضافة الى العديد من الاشخاص الذين يحملون مؤهلات أخرى من جامعات لاترغبها الشركة. كان التصرف غير ملائم ولا مقبول حيث حضر الكثير من مدن خارج جدة وتعنوا المسافة أملًا بأن يدخلوا المقابلات. كان يحاججوا مؤيد بأنه وصلهم دعوة هاتفية وايميلات بالحضور والآن تخبرونا بالاكتفاء. بعد ذلك بدأت المقابلات كانت ليست كما ذكر في الموقع من ناحية تقديم عرض أو عمل مشروع فاعتقد أن الوقت لم يساعدهم فكانت المقابلات سريعة جدًا.
كنت الرابع في قائمة المقابلات ودخلت المقابلة الساعة الحادية عشر واستغرقت المقابلة مايقارب النصف ساعة تزيد أو تنقص قليلًا. كانت طاولة بيضاوية كبيرة يجلس حواليها مايقارب ثمانية أشخاص من أقسام مختلفة. المتقدم يبقى واقفًا أمام الطاولة ويجاوب على الأسئلة الموجهة له.
بدايةً كان التعريف عن نفسك طبعًا كانت باللغة الانجليزية وكل المقابلة بالانجليزي. لم يكن هناك أي سؤال تقني نهائيًا. بعد ذلك تلقيت العديد من الأسئلة من جميع الجالسين وكنت اجاوبها على حسب مقدرتي وكنت أطلب منهم اعادة السؤال اذا لم أفهمه. بعض الأسئلة التي أتذكرها كانت: لماذا أخترت شلمبرجير, هل تعلم أنك حتعمل في أماكن خطرة ونائية, هل تستطيع التكيف مع أوضاع العمل وهل بنيتك الجسمانية تستحمل العمل الشاق, اذكر مثال على عمل أخذ منك مجهود طويل واستغرق أكثر من يوم متواصل من العمل, هل توافق على الانتقال من مكان لمكان, مانقاط الضعف فيك, لماذا اخترت الجامعة وتخصصك … الخ. بيني وبينكم المقابلة لم تكن ودية وتشعر أنهم أعداءك في المقابلة.
حاولت أجاوب بأفضل مالدي والحمدلله كانت الأمور تسير على مايرام وكنت متطمئن على أنه سيتم قبولي حيث ردات فعلهم كانت جيدة والمقابلة أخذت وقت طويل حيث من كانوا قبلي لم يأخذوا أكثر من الربع ساعة الى العشر دقائق.
وبالفعل بعدها بيومين تلقيت اتصال من مكتب التوظيف في الظهران يباركلي باجتياز المقابلة وأنه تم اختياري في قسم معين. لم يذكروا لي القسم أو بالأصح لم يرغبوا ولن يخبروك الا بعد أن تذهب للفيلد أكسبوجر وتكتشف بنفسك. أخبرتني الموظفة أنه يجب علي انهاء الفحص الطبي في اسرع فرصة والقدوم للشرقية خلال خمسة أيام لحضور الدورة المقامة والذهاب للفيلد.
حيث أن مدرسة الشركة ستبدأ خلال عشرين يوم في أبوظبي والتي أحتاج الذهاب لها بعد توقيع العقد وقبل مباشرة العمل. أخبرتهم أنه لدي ظروف ولا أستطيع القدوم قبل أسبوعين وهذا الذي حصل. بعدها باسبوعين أرسلولي الحجوزات وقم باجراء الفحص الطبي في جدة.
حزمت حقائبي وتوكلت على الله الى الدمام. كان في استقبالنا سائق للشركة. الذين قدموا معي على نفس الرحلة عددهم 10 أشخاص جميعهم خريجين كلية ينبع وأنا المهندس الوحيد في المجموعة. وكالعادة كان ترتيب الاستقبال غير مرتب فكان علينا الاتصال عندما وصلنا الدمام على الشركة مرارًا وتكرارًا لمعرفة من سيقوم باستقبالنا.
أخذنا السائق الى فندق الظهران الدولي وكانت الشركة حاجزة لكل شخص غرفة خاصة لمدة أربعة أيام على حسابها. في ثاني يوم الساعة السابعة والنصف ذهبنا لمقر القاعدة حيث كان هناك دورة مقامة لنا عن السلامة وحضر علي الزهراني من الموارد البشرية للترحيب بنا والتعريف بنفسهم وأعطانا أبلكيشن طلب مننا تعبيته واحضاره عند مقابلتنا به بعد أربعة أيام.
جرت الأربعة أيام بسرعة وكانت جميعها عبارة عن تدريبات عن السلامة لتجهيزنا للذهاب للفيلد. بعد أربعة أيام كان اليوم الحاسم وهو يوم مقابلة علي الزهراني لمعرفة الأقسام التي عينا فيها ومتى سيكون اليوم للذهاب للفيلد للتجربة.
ذهبنا وقابلنا علي الزهراني في مقر الشركة في جامعة البترول ووزع علينا الأقسام وأسماء مدراءنا المباشرين وطلب مننا في اليوم التالي الذهاب ومقابلتهم حيث سيخبرونا عن التفاصيل وسيقوموا بترتيب التجربة لنا وارسالنا للفيلد. في اليوم التالي ذهبت لمقابلة مديري المباشر واستقبلنا استقبال طيب وكان منصدم حيث لم يكن لديه أي معرفة بخصوص حضورنا له في اليوم المحدد. أخذنا بجولة في القسم وتعريفنا بالموظفين.
بعد ذلك أخبرته أنه يجب علي العودة لجدة خلال 5 أيام. فذهب معي أنا واثنين تم تعيينهم في القسم الى منسق الرحلات وعرفنا عليه وسأله اذا كان فيه أي ترتيبات لنا وكان جوابه بالنفي حيث لم يعلم عن وجودنا. ووصاه علينا وطلب منه التواصل معنا عند توفر أي رحلة مناسبة لنا للفيلد. أخذت رقم الشخص المسئول وقمت بازعاجه حيث تم ترتيب لي رحلة ل “حرض” في اليوم التالي.
حضرت اليوم التالي في الوقت المحددت وركبت السيارة مع الفريق وكان يتكون من 7 أشخاص بالاضافة للسائق. خلال الثلاث ساعات وهي وقت الرحلة قمت بالتعرف على الأشخاص حيث كانوا اثنان مشغلين سعوديين وواحد مهندس سعودي وجميعهم جديدين وواحد فرنسي وواحد روسي وواحد صيني. كنت أرغب بمعرفة المميزات المالية والبونص اليومي والاجازات حيث تهرب مسئولي التوظيف عن الاجابة عنه.
كانوا السعوديين لطيفين بعكس الأجانب باستثناء الصيني. كانت الرحلة ممتعة معهم وأجابوني عن غالب استفساراتي بصدر وسيع. وفي الطريق توقفنا في سوبرماركت وقمنا بشراء نصف السوبرماركت “مبالغة” حيث أخذوا أشياء كثيرة جدًا وكنت منصدم حيث أن السيارة لم تسعها. وبعد السؤال وضحوا لي أنه الأكل المقدم في الفيلد غير جيد ولا يوفروا لك أدنى احتياجاتك فدائما ياخذوا اشياء خفيفة معهم بالاضافة للمشروبات.
وتوكلنا على الله مرة أخرى متجهين للموقع. ولاحظت أن السائق يجب أن يلتزم بالسرعة المحددة وأن يجب عليه التوقف لمدة ربع ساعة كل ساعتين قيادة. وصلنا بعد 3 ساعات ونيف الموقع. وكان في استقبالنا المشرف من أرامكو حيث طلب مننا العودة مرة أخرى للظهران فلا مكان لنا في الفيلد حيث لم يأتي دورنا للآن واحتمال يتصل الصباح ليطلب مننا العودة. وبعد مداولات رضخ الفريق للطلب وعدنا للظهران مرة أخرى نجر ذيال الأسى وتعب الطريق.
عند رجوعي للفندق رفض الفندق استقبالي حيث لم يوجد اسمي في قائمة شلمبرجير وبعد مناقشات مع الموظفين في الفندق وقعت تعهد بالدفع عند الخروج اذا لم تاتي موافقة الشركة بالدفع. في صباح اليوم التالي اتصلت على مسئول التنسيق في القسم لاعلامه بوضعي وكانت ردة فعله باردة وكأن الأمر لايعنيه وأخبرني أنه عند عودة الفريق مرة أخرى سيتواصل معي حيث أن هذا لم يحصل فرجع الفريق للموقع مرة أخرى بعدها بيوم ولم يتواصل معي وهذه الأحداث كانت في نهاية الأسبوع.
توجهت لمدير القسم صباح يوم الأحد لمعرفة الترتيبات المقبلة حيث أن رحلتي بعد ساعات وأن المنسق غير متعاون. فأخبرني بالعودة لجدة وعند وجود أي رحلة جديدة للفيلد سيتم التواصل معي. تواصلت مع علي الزهراني وأخبرته بالاحداث ووافق على طلب المدير. طبعًا التواصل مع علي الزهراني شبه مستحيل فلا يرد على جواله في أغلب الأوقات. عند عودتي للفندق للذهاب للمطار رجعت لنفس المشكلة بخصوص الدفع مع أنه علي الزهراني وعدني بالتواصل مع الفندق وانهاء كل شئ. للاختصار تواصل الفندق مع علي الزهراني وانتهت الأمور على مايرام.
عدت الى جدة وكان لدي عرض وظيفي في يدي وكان يجب علي أن اقبله وأباشر الدوام بعد اسبوعين في شركة في جدة أو أن أرفضه. كنت أتواصل مع منسق القسم خلال هذه الفترة وكان في كل مرة يوعدني بالتواصل معي ولا يفي بوعده. بعد تقريبًا 10 أيام أخبرني أنه ستكون فيه رحلة ل “شيبة” الربع الخالي بعد يومين.
تواصلت مع علي الزهراني وقام مشكور بارسال حجز الطيران ولم يرسل حجز الفندق. وصلت الدمام اليوم التالي ونفس ماحصل لي في الفندق المرة السابقة حصل هذه المرة. وصولي كان يوافق يوم الخميس وكان المفترض الرحلة تكون يوم الجمعة. صباح الجمعة تواصلت مع المنسق الصباح وقالي الموافقة ماجات من أرامكو للآن. انتظرت الجمعة والسبت تواصلت معه وأخبرني أنه سيجهز لي حجز طيران أرامكو وأنه يجب علي التواجد في القاعدة يوم الأحد الساعة التاسعة صباحًا.
بالفعل تواجدت الساعة التاسعة تمامًا عند مكتبه ولم يكن موجود توجهت للمكتب المقابل له وأخبرني أنه الفريق غادر قبل عشرة دقائق فقام مشكور بالتواصل معهم وأخبروه أنه لم يصلهم خبر أنه سأرافقهم وقاموا مشكورين بالعودة لي. بعدها توجهنا لمطار أرامكو وبدأت الرحلة ل"شيبة التي تقع في الربع الخالي مع حدود الامارات".
في هذه المرة كان هناك 3 مشغلين واثنين مهندسين سعوديين وواحد فني واثنين مهندسين عرب. كانت المجموعة ممتازة. جلست في شيبة معهم خمسة أيام. أول يومين مرت تعارف ونوم. طبعًا المنطقة كان ارسال الجوال فيها ضعيف جدًا وأغلب الوقت لايوجد شبكة ولا انترنت ولا شئ. كنا أربعة أشخاص في غرفة متر في متر ونص والأسرة عبارة عن أدوار مثل اللي في السجون. اليوم الثالث كان فيه شغل بسيط وهو تجهيز الأدوات وما الى ذلك.
يتبع