اليوم أُريد الحديث حول قضية تعريب مصطلحات العلوم الطبية والهندسية وغيرها من علوم كيميائية وطبيعية ، والتي اخذ بها التوجه فى بعض الدول العربية ، ولعله اثبت نجاحا فيها ، ليبقى علينا أن نجرب توظيف هذا النمط فى مساق التلاقى والالتحام بمواد الثقافة الأجنبية ، لعله يزيد لغتنا العربية ثراء بإمدادها بأرصدة جديدة من تلك المصطلحات المعربة فى شتى مجالات المعرفة ، ولعله يثبت أيضا ويؤكد قدرتها على التطور وقابليتها لاستيعاب تلك المصادر والتفاعل معا والانطلاق من خلال الوعى بأبعادها وهو ما قد يماثل صورة العطاء التى منحتها العربية لتلك اللغات من قبل .
بالرغم من تأييدي الشديد لما سبق ذكره، فاني اريد التأكيد على ان العملية التعليمية فى حاجة ماسة إلى اصطناع الازدواجية المتوقعة بين مصادر الثقافة العربية ومصادر الثقافات الأجنبية ، مما يجعل على الدارس ضرورة تعلم إحدى اللغات الأجنبية ، وإتقانها نطقا وكتابة لتكون سندا له فى الاطلاع على الثقافات الأجنبية ، ومحاولة اختراق حواجز المكان واقتحام مجالات الفكر ، والتوقف عن مناقشة فكر الآخر عن فهم ووعى من قبيل الإثراء لفكر الأمة ولغتها ، وهو ما يتأكد ويتأتى من خلاله منطق الانتماء للثقافة الأم من جانب ، وما قد يضيف إليها بما يثريها ويزيدها عمقا ونضوجا من جانب أخر .
ايها الاخوة الاعزاء:
لا أُريد الأطالة في الحديث عن هذه القضية، وسوف أترك الباب مُشـــرعاً لاراءكم وأُطروحاتكم النيرة.
أعتقد أن اللغة العربية قادرة على استيعاب جميع العلوم…
ولنا في التجربة السورية في ترجمة الطب شاهدا على ذلك…
ولكن، قد تكون هناك بعض السلبيات وبعض الصعوبات…
حيث إن المراجع العلمية الحديثة بلغات أجنبية…
ولا يوجد أي مراجع عملية متجددة ومستمرة التحديث باللغة العربية…
كذلك أيضاً، فإن دراسة التخصص باللغة العربية يقلل من قيمة الشهادة عالمياً…
ولكن لا نغفل الجانب الإيجابي لدراسة التخصصات باللغة الأم…
حيث أتوقع أن استيعاب الطلاب للمقرارت العلمية سيكون أسرع وأفضل…
ولن يواجهوا صعوبات بسبب اللغة الأجنبية…
شكرً أخي (مهندس المستقبل):
ولكن لعلي اُضيف انه يجب علينا البدء فوراُ بنظام تعريب العلوم ، إلى جانب الحرص على إجادة اللغات الأجنبية أو التعامل الجاد من خلال موادها العلمية ، مما يضمن للدارس العربى المزيد من الانفتاح على ثقافات الدنيا من حوله ، قبل أن تحيط بنا العولمة من كل اتجاه ، وهى آتية – لا محالة – وليست أمامنا مجالات لإغلاق فكرنا علينا ، ولا إمكانية إيقاف انفتاح الفكر العالمى على ثقافاتنا بقدر ما يجب أن نمتلكه من وسائل لحماية أنفسنا والحفاظ على هويتنا بمزيد من التجاوب مع مقومات ذلك الفكر فهما ودراسة ووعيا .
وسوف يظل من المهم أن نُسجل لأنفسنا موقفا ورؤية إزاء كل ما نواجه فى زحام التكتلات الثقافية المستقبلية التى يحملها إلينا القرن القادم ، والتى بدأت بشائر زحفها خلال الأعوام الأخيرة من القرن العشرين .