الجامعات والاستثمار .....

بدأت الدراسة وما زالت مشكلة القبول في الجامعات في الافق، واستمعنا وقرأنا مواضيع واحاديث من المسؤولين والمتخصصين عن التربية والتعليم وغير المتخصصين وكل ادلى بدلوه في كيفية حل هذه المشكلة مستقبليا. فمنهم من يرى وجوب فتح كليات وجامعات اهلية، وآخر يرى قبول الطلاب جميعا في التخصصات التي يوجد بها عمالة اجنبية وكثيرة كالطب والهندسة واقفال بعض التخصصات التي لا يحتاجها سوق العمل… واقتراحات كثيرة جزى الله خيرا كل من ساهم في اعطاء رأيه في ايجاد البدائل لحل هذه المشكلة والمشاركة في الحوار والنقاش للمصلحة العامة متخصص وغير متخصص.

وحقيقة الامر اعتقد ان احد الاسباب الرئيسية للمشكلة تكمن في الناحية التخطيطية لايجاد واقامة اماكن هذه الجامعات… فسياسات التنمية للمملكة تهدف الى النمو المتوازن في جميع انحاء المملكة مدنا وقرى… ولكن تستوقفنا هنا ملاحظة ان الجامعات والكليات والمعاهد تتمركز في المدن الرئيسية مما ادى الى هجرة كبيرة للطلاب والطالبات من الريف والقرى الى الجامعات في تلك المدن مما ادى الى زيادة الضغط على الخدمات التعليمية والخدمات الاخرى غير التعليمية. ومع السماح لافتتاح الجامعات الاهلية والكليات الاهلية يجب عدم التركيز على النواحي الربحية الاقتصادية للمستثمرين، وذلك بعدم السماح بانشاء هذه الخدمات في المدن الرئيسية الشئ الذي قد يسبب مشاكل تخطيطية لهذه المدن في المستقبل وستظل مشاكل القبول وعدم قدرة استيعاب الطلاب فيها مستمرة مع الزيادة السكانية المستقبلية والزيادة في الهجرة الداخلية من الارياف والقرى المجاورة للمدن الرئيسية والتي هي احد العناصر المساهمة في المشاكل التنموية كالبطالة والفقر وتدهور الخدمات.

واعتقد ان فرض الشروط على المستثمرين في هذه الخدمات التعليمية باختيار المواقع لانشاء الجامعات والكليات والمعاهد الاهلية في القرى والارياف سيسهم في النمو التعليمي والاقتصادي والاجتماعي والبيئي للمملكة بشكل شامل ومستديم، حيث ان قرار مجلس الوزراء ينص على الدعم للكليات والجامعات الاهلية وتشمل قروضا مالية واراضي بأسعار رمزية.

وتحقيقا لاستراتيجيات التنمية الوطنية والتي تهدف الى النمو المتوازن في جميع مناطق المملكة فان افتتاح مثل هذه الجامعات والمعاهد والكليات في قرى وارياف المملكة سيكون له الاثر الايجابي في المساهمة في تحقيق التوازن الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، حيث ستصبح هذه الخدمات عبارة عن مراكز جذب تنموية لهذه القرى والارياف. ويؤدي ذلك الى الارتقاء بمستواها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والبيئي ويخفف الضغط على المدن الرئيسية ويساهم في التقليل من مشاكلها.
د. فائز بن سعد الشهري