هذا مثال على ساحة الحوار الثقافي التي نطالب بها.

هذيان

في رحم النسبية أجرع وحدتي مع إرتخاء الوقت … ومع إنزلاق جنين العزلة من شريان الإكتئاب أصعّد الهزل وأطفو فوق أقداحي اللامتناهية …وألتف دائرياً حول الرغوة وأمد ساقي في وجه الشمس … وأهتاج … وأشرع … وأقفز … وأتسلق … وأتمظهر … وأستلذ … وأستهزء … وأحتقر … وأتضجر … وأغتبط … وأصطنع … وأتداخل … وأتعطش … وأتوق … وأستجهل … وأنزوي … وأسمو … وأتشوش … وأتموضع … وأنوي … واستتر … وأسجد … وأتأدلج … وأشك
وأتعاطى تحللي الكثيف … وأجمع وجوه مراهقتي
وأنحني من أجل الريال … وأبرهن على وجود ظلٍ لظلي
وأترك للنهر طبيعته … وأتحد مع توحش الأدغال
وأحترق وسط شرارة الحلم … وأتسلل مشعاً في عمق البحر
وأمنح الموسيقى وجهي القاتم … وأدحر خبزي بنبض المنفى
وأتعملق في إندفاعة المد … وأنفث يقيني في جذور الأمل
وأقيد أحشائي بأوسمتي القاسية … وأرتدي حذائي المقطوع بالذكرى
وألعن الكرامة التي تخثرت في مرايا الغجر … وأبصق غلى الغربة التي تأكسدت في إنتظار الأنين
وأحدق من نافذتي لعلي أرى كاعباً ذرفت شرفها … وأدخن سيجارتي الجرداء بتوجسٍ من عرق
وأنهمك بخساسةٍ لأداعب … الذي لم يجرؤ على الإبتسام … وأغتصب رأسي المملوء بالجوقة … ذاتها
وأثقب جمجمتي لقدوم مومسٍ تعلمني الولاء … وأتسكع في الأسواق بين عاطلٍ وملتح
وأهمس بقذارةٍ في أذن بائع الجرائد : هاه من بقي من الخنازير … وأتزوج لأنسف ماتبقى من ديني
وأتلوى تحت ردائي … وأخيب ظن أمي للمرة الألف
وأعود لوسادتي
وأميط اللثام عن وجهي
وأبكي … أبكي … أبكي ديني الذي ضيعته … وحسناتي التي ملاتها بالسيئات

نسيج من التناقضات الفكرية والأوهام الوراثية

( لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى )
هنا يرتقي الله عز وجل بفلسفة حقوق الإنسان فوق تنظيرات المؤسسات العالمية والأمميه…ومزيلاً كل اشكال التمييز العنصري … ضارباً عرض الحائط الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بمعاهداته وإتفاقياته ليؤسس خصوصية ثقافية غير مسبوقة وهي
أن العلامة الفارقة في التنوع الإنساني هي " العقيدة " وهي تشكيل سماوي بحت لم نعمق الوانه في نفوسنا … اذن لنبدأ الأسئلة
لماذا لما تخرج حقوق الإنسان بمواثيقها ونصوصها الدستورية والدولية من أي أرض إسلامية؟
لماذا لم تتجلى صورة حداثية تندمج مع الأخر المدعوم بزحف تقني رهيب ؟
لماذا لا تكون خصوصيتنا مَِعين لنا وليس مجرد إيهام ؟
لماذا لايتم تحويل خصوصيتنا إلى رؤية كونية لتصبح خصوصية كونية ؟
لماذا قصرنا أفقنا على حياة قصيرة ناقصة للأسف؟
هل إعتقادنا السابق بأن تاسيس الذات دينياً كان كافياً لمستقبل إسلامي زاهر؟
ألم تكن التطورات الداخلية الإجبارية النابعة من الإحتكاك بالتطورات الخارجية تمسخ الإعتقاد السابق بل وتؤطره حتى أصابنا التشوه في الفترة الأخيرة !؟
بالطبع أن الإرهاصات التي انتجت مثل هذه الأسئلة المغيبة في فترة من الفترات جعلت المسلم منا غير متفاعل مع العالم الخارجي لجسده ومعتقداته واذا تفاعل المسلم منا فتجده فاعلا فقط لا
متفاعلا بل إن أناسا منا يطلقون على التفاعل في ظل التناغم الحضاري العالمي ( غزو فكري)ولاننسى أن عدم إنتظامنا بين تدفقات النظام المدني والفكر البنائي الإنساني جعل من المسلم ايضا أسيراً لدائرة ( افعل ولا تفعل ) الجسدية البحتة … فكان أن تولدت عندنا العنصرية والتمييز والتعصب القبلي أو عادت للظهور بشكل أنيق - إن صح التعبير -
وليس جديداً أن هناك تلازماً بين إنحطاط الدولة مدنياً وتدهور حضارتها وبين إزدهار ظاهرة التزمت الديني والنكوص إلى عباءة التراث … بمعنى … أنه كلما اشتد الخناق على الفرد مدنياً وفكرياً أحتد وعيه بالحدود الدينية بشكل جارح … ربما كان هذا الخناق مخرج من حمل هم ٍ فكري يعمق التجربة ويدفع لإعادة مشروع فهم لهذه الحدود ( قال الرسول صلى الله عليه وعلى صحبه وآله وسلم : انتم ادرى بشؤون دنياكم ) مع الإيمان بأن هذا المشروع سيثير كماً من التساؤلات والنقاشات التي ربما احدثت ضجيجاً لكنها بالتأكيد ستقود لهدوء منطقي وليس هدوء مقولب كما هو الآن ؛ يؤدي هذا الخناق فيما بعد إلى منطقة حساسة وهي نضوج وعي ديني بشكل خاطئ لتغدو عقيدة يؤمن بها وهي السائدة حالياً ( أي محاولة للفهم او التعبير او التغيير تكون إنسلاخ وتمرد عن حدود الشرع والسلطان والعشيرة ) . وبما أننا في فترة ماضية غير بعيدة لم نكن نفكر في المشكلة الحضارية برمتها لإنشغالنا بتجميع الثروات او شحذ البطون او قمع الفكر فكان من البدهي أن تخرج من عالمنا الإسلامي هياكل تائهة عقلياً … حائرة … محنطة … تتأبط ثقافة شمطاء تقول ( … ) هذه الثقافة عمقت ثقافة اخرى هي : ثقافة الإستهلاك الفادح لمخرجات الحضارة الغربية بجيدها ورديئها … ولن تكفي الخسائر الأخيرة منذ 11 سبتمبر وحتى الأن في إفراغ القالب الأمريكي … او أن نفلح من خلالها في إستعادة عافيتنا الحضارية … لأن مانفعله يخفض كثافة الإحساس بعبء الحضارة المرهق ؛ بل إن مجموع الإرث الغربي ملئ بالمعارف والخبرات والتجارب التي تثقل كاهلنا الهش وإن لم نتفاعل معها فسيزيد لدينا خطر العصبية الفكرية تجاه الأخر كما قال سيدنا الإمام علي كرم الله وجهه ( الإنسان عدو مايجهل ) … واخيراً
على المحافظين على التنادي بعظمة حضارتنا في الماضي وفضيلة تاريخنا التليد أن يعترفوا أيضا أن حضارتنا لن تستعيد ألقها السابق إلا إذا خلطت بماء التقدم الراهن … ولن تكون حضارة كسابقتها ابداً ولاينكر هذا إلا عقل بليد بشكل متحمس او عقل متحمس بشكل بليد … علينا أن ننتج نظام من القيم الإنسانية مؤطر بجبهة فكرية تنويرية فعالة تركز على ثقافة الأخر وكيفية إمتصاصها لتكّون خطاباً قائماً على الوفاق ويكون إنعكاساً جلياً للعقدة الحضارية . لذا فإن فهمنا لأليات العولمة وماتحدثه من تفكيك في بنية المجتمع الإسلامي سيدعونا للطرح الجرئ والمتزن … بعيدا عن ثقافة المقاطعة بصورتها المعاصرة والتي للأسف تدعم التناقض الذي بدواخلنا بل وتجسده ثقافيا … …
فعلينا أن نكون واقعيين وأمناء مع تفكيك ثقافتنا وإعادة صياغتها ؛ لئلا يكون تطورنا هو مجرد إنتفاخ تفرضه المستويات الإقتصادية والسياسية الأيديولوجية للنظام الرأسمالي العالمي … كما هو سائد الآن !!!؟

الممثل السمين
نضال ابو نواس

وظيفة الناقد البصير

“وربما كان من الخير للناقد البصير ان يصرف اهتمامه كلية من الاعمال الضعيفة ، المهلهلة التي لاتصمد امام النقد. لان انصرافه الى مثل هذه الاعمال قد يحضه على التحريض والتشهير، ويدفعه الى المهاترة. واولى له ان يترك مثل هذه الاعمال تسقط وحدها محترقة في الوسط الذي انجبها بدلا من ان يغوض باسئلته في رمادها.” د. ابراهيم غلوم ، اسئلة النقد واشكالية الجمهور ، ص39

نداء الآخرة وسر الخلود

لماذا خلق الإنسان… سؤال مهم لا يعرفه جوابه الكثيرين من من لايملكون عقيدة … هل ليكون طالباً … أم موظفاً… أم ناقداً … أم مديراً في شركة مرموقة … ام وزيراً … أم رئيساً لاحدى الدول المجاورة … ام منسقاً للمنتدى ( ) … يبدو أن جميع البشر يعرف الإجابة … لكن الأرجح أن أغلبهم يتناساها … فينطلقوا في الدنيا كالحمار يحمل أسفارا … أو كالنعام يدس أفكاره ( أقصد رأسه ) .

مسكين يابن آدم انت بين اثنين :

لقد أقسم الإله عز وجل بعزته وجلاله ليملئن جهنم من عباده العاصين

وقد أقسم ابليس الشيطان الرجيم ان يغوي ابن ادم أجمعين الا عباد الله الصالحين

يحكى

أن رجلا كان يتمشى في أدغال افريقيا حيث الطبيعة الخلابة وحيث تنبت الأشجار الطويلة، بحكم موقعها في خط الاستواء وكان يتمتع بمنظر الاشجار وهي تحجب اشعة الشمس من شدة كثافتها ، ويستمتع بتغريد العصافير ويستنشق عبير الزهور التي التي تنتج منها الروائح الزكية.

وبينما هو مستمتع بتلك المناظر

سمع صوت عدو سريع والصوت في ازدياد ووضوح

والتفت الرجل الى الخلف

واذا به يرى اسدا ضخم الجثة منطلق بسرعة خيالية نحوه

ومن شدة الجوع الذي الم بالأسد أن خصره ضامر بشكل واضح.

أخذ الرجل يجري بسرعة والأسد وراءه

وعندما اخذ الأسد يقترب منه رأى الرجل بئرا قديمة

فقفز الرجل قفزة قوية فإذا هو في البئر

وأمسك بحبل البئر الذي يسحب به الماء

وأخذ الرجل يتمرجح داخل البئر

وعندما أخذ انفاسه وهدأ روعه وسكن زئير الأسد

واذا به يسمع صوت زئير ثعبان ضخم الرأس عريض الطول بجوف البئر

وفيما هو يفكر بطريقة يتخلص منها من الأسد والثعبان

اذا بفأرين أسود والآخر أبيض يصعدان الى أعلى الحبل

وبدءا يقرضان الحبل وانهلع الرجل خوفا

وأخذ يهز الحبل بيديه بغية ان يذهب الفأرين

وأخذ يزيد عملية الهز حتى أصبح يتمرجح يمينا وشمالا بداخل البئر

وأخذ يصدم بجوانب البئر

وفيما هو يصطدم أحس بشيء رطب ولزج

ضرب بمرفقه

واذا بذالك الشيء عسل النحل

تبني بيوتها في الجبال وعلى الأشجار وكذلك في الكهوف

فقام الرجل بالتذوق منه فأخذ لعقة وكرر

ذلك ومن شدة حلاوة العسل نسي الموقف الذي هو فيه

وفجأة استيقظ الرجل من النوم

فقد كان حلما مزعجا !!!

وقرر الرجل أن يذهب الى شخص يفسر له الحلم

وذهب الى عالم واخبره بالحلم فضحك الشيخ وقال : ألم تعرف تفسيره ؟؟

قال الرجل: لا.

قال له الأسد الذي يجري ورائك هو ملك الموت

والبئر الذي به الثعبان هو قبرك

والحبل الذي تتعلق به هو عمرك

والفأرين الأسود والأبيض هما الليل والنهار يقصون من عمرك…

قال : والعسل يا شيخ ؟؟

قال هي الدنيا من حلاوتها أنستك أن وراءك موت وحساب

رائع

الأخ بائس المسرح,
تحية طيبة و بعد,
أكثر ما أعجبني هو: نداء الآخرة وسر الخلود.
قصة أكثر من رائعة و تحتوي بعض الحكم.
أتمنى رؤية المزيد في المستقبل, و السلام مسك الختام.

اخي العزيز بائس المسرح

لقد اعجبني ندائك واني اقف الى جانبك فنحن بحاجة لهذا المطلب الحيوي
الا انه عندي تحفظ على ما كتبته من مقالات حيث اني كنت قد اطلعت على بعض منها
واريد احب ان اوضح نقطه وهي للامانة الادبيه لا اكثر ولا اقل
فانت قمت بالتعديل على بعض هذي المقالات وذلك وحسب علمي انه ربما يكون بحسن نية لا انه كان لزاما عليك توضيح ذلك
وشكرا