هذيان
في رحم النسبية أجرع وحدتي مع إرتخاء الوقت … ومع إنزلاق جنين العزلة من شريان الإكتئاب أصعّد الهزل وأطفو فوق أقداحي اللامتناهية …وألتف دائرياً حول الرغوة وأمد ساقي في وجه الشمس … وأهتاج … وأشرع … وأقفز … وأتسلق … وأتمظهر … وأستلذ … وأستهزء … وأحتقر … وأتضجر … وأغتبط … وأصطنع … وأتداخل … وأتعطش … وأتوق … وأستجهل … وأنزوي … وأسمو … وأتشوش … وأتموضع … وأنوي … واستتر … وأسجد … وأتأدلج … وأشك
وأتعاطى تحللي الكثيف … وأجمع وجوه مراهقتي
وأنحني من أجل الريال … وأبرهن على وجود ظلٍ لظلي
وأترك للنهر طبيعته … وأتحد مع توحش الأدغال
وأحترق وسط شرارة الحلم … وأتسلل مشعاً في عمق البحر
وأمنح الموسيقى وجهي القاتم … وأدحر خبزي بنبض المنفى
وأتعملق في إندفاعة المد … وأنفث يقيني في جذور الأمل
وأقيد أحشائي بأوسمتي القاسية … وأرتدي حذائي المقطوع بالذكرى
وألعن الكرامة التي تخثرت في مرايا الغجر … وأبصق غلى الغربة التي تأكسدت في إنتظار الأنين
وأحدق من نافذتي لعلي أرى كاعباً ذرفت شرفها … وأدخن سيجارتي الجرداء بتوجسٍ من عرق
وأنهمك بخساسةٍ لأداعب … الذي لم يجرؤ على الإبتسام … وأغتصب رأسي المملوء بالجوقة … ذاتها
وأثقب جمجمتي لقدوم مومسٍ تعلمني الولاء … وأتسكع في الأسواق بين عاطلٍ وملتح
وأهمس بقذارةٍ في أذن بائع الجرائد : هاه من بقي من الخنازير … وأتزوج لأنسف ماتبقى من ديني
وأتلوى تحت ردائي … وأخيب ظن أمي للمرة الألف
وأعود لوسادتي
وأميط اللثام عن وجهي
وأبكي … أبكي … أبكي ديني الذي ضيعته … وحسناتي التي ملاتها بالسيئات