هذا المقال منقول … كتبه الأستاذ الناق الصحفي السعودي أثير السادة … أحد خريجي جامعتنا الغراء .
جامعي يتذكر
… كنت واحدا من اولئك المودعين لجدران الصفوف الدراسية ، وبقايا الطباشير المتطايرة لمدرس اتعبه صمت الجدران …صار لزاما ان اتقلد المشلح كالآخرين …ان امشي بعض خطوات رمزية متوشحا شارة النهاية … وان الوح بيدي لاولئك المصطفين ابتهاجا على مدرجات الملعب الكبير…
لم يتبق على موعد حفل التخرج سوى ايام ستة… والطلاب مصطفون في انتظار استلام مشلح التخرج…وجدت نفسي مترددا في الذهاب لاستلامه… مشاعر مختلطة دفعت بي للتفكير بجدية في مقاطعة هذا الطقس الذي تمارسه كل الامم… كانت حرارة الشمس في كل مرة تختصر امر التفكير في الذهاب الى ذلك الموقع … بدت صورة المشلح تتكرر امامي …صار مشهدا يوميا يتكرر كلما شاهدت طالبا يمسك بمشلحه …كأنه يمسك باحلامه كلها…
اقنعت نفسي بان ذلك حفل ختان لا اكثر…مجرد وصلة زمنية يمارس فيها الناس الاستمتاع بطقس من طقوسهم الاحتفالية… استجمعت كل صور المعاناة داخل الجامعة…صلف الاداريين وبؤس الحصص الدراسية الطويلة التي تركت صفحتنا بيضاء دون اضافة… الكلمات المتقاطعة التي قطعت بها رتابة التدريس…انجز واحدة واخرى ولا ينتهي اتصال الحرف بالحرف في فم المدرس المنهك بقصور مواهبه.
لم اصمد طويلا …تذكرت ابتسامات الاصدقاء الذين شاركونا هذا الفصل الزمني…جرتني تلك المشاعر المتناقضة للوصول الى مكتب استلام المشالح… تلمسته…اعجبتني تلك الميدالية المذهبة وفيها شعار البرج الذي يعتلي قمة الجامعة…وقبل التخرج بيوم واحد اهديت المشلح لنادي المسرح …وشاركت في حفل التخرج …ليس كمتخرج بل صحفيا ينظر الى ظله من على طاولة الاعلاميين.