هل جامعاتنا في غيبوبة؟

ما الذي يحدث؟ وكيف باتت عقول بعض شبابنا (فتية وفتيات) على هذا المستوى من الحفنة و"الاندفاع"، بل والطيش احيانا بحيث تجد منهم من يتسابق الى مكان عام للفرجة، والاثارة، استجابة لرسالة عبر الهواتف المتنقلة، او نداءات يطلقها من يطلقها عبر موقع إلكتروني؟ ولماذا اصبح الصوت (الشاب) السعودي حاضرا (بتوقيت السعودية) عبر (كل القنوات الفضائحية، فتشاهد (هنا) من يتغنى بجمال “المذيعة” المكشوفة النحر، والأرداف، وتسمع وترى (هناك) (فتى) منغمسا في جدل فقهي يخطيء فيه (الكهول) في مقاصد الشريعة، وقواعد الولاء، والبراء؟ والمشكلة أن هؤلاء لا يعيشون في كوكب آخر… بل معنا… وبيننا… وهم نتاج مجتمعنا، ولأننا كلنا على هذا المركب… فمن يكشف لنا الأسباب، ويحلل العقد الثقافية، ويقترح الحلول؟

هل نلوم أنفسنا (أفرادا، ومجتمعا)؟ أم نلوم جامعاتنا، ومراكز البحوث التابعة لها؟ وإذا كنا معاشر (الدكاترة) في الجامعة لا نقبل أن نلام… فمن نلوم؟ ومن نسأل عن دواعي تغييب دور الجامعة في خدمة المجتمع… واعني بذلك اسباب عدم تفعيل دور الجامعة السعودية في مجالات البحث، والتحليل (المواكب) لمختلف الظواهر الاجتماعية السلبية التي تكاد تعصف بشبابنا… من الذي جعل دور الجامعة في خدمة المجتمع مقتصرا على عقد دورات السكرتارية، وتحسين كتابة الخط العربي؟ ولماذا انشغل اغلب “اساتذة” الجامعة الباحثين في مسائل “التعقيب”، و"مطاردة" أرقام معاملة “منحة” ارض لم تظلها سماء بعد؟
ومرارة مثل هذه الاسئلة… يبيحها دفاعها المنطلق من مرارة الواقع من حولنا… واما لماذا الجامعة… فلأن النظرة الاجتماعية لها مازالت تعتبرها المنبر الاول، و(المعقل) الاخير لصوت العقل المسؤول الذي يرصد، ويحلل مختلف الظواهر، ويشير الى مكامن العلل في المجتمع، وبالتالي يرشد القرار الرسمي، ويوجه حركة المجتمع. ويشفع لمثلى ممن يلوم هنا…، طبيعة الدور (التنظيمي) المناط بالجامعات في مجال البحث العلمي كركيزة اساس وراء انشاء هذه المؤسسات العلمية، واشير هنا نصا الى الفقرة (ج) من المادة الثانية من اللائحة الموحدة للبحث العلمي في الجامعات التي تنص على ان المؤمل من الجامعة هو “تقديم المشورة العلمية، وتطوير الحلول العلمية، والعملية للمشكلات التي تواجه المجتمع من خلال الابحاث والدراسات” وتضيف اللائحة وظيفة اكثر اهمية للجامعة في عصر المعلومات وهي “نقل وتوطين التقنية الحديثة، والمشاركة في تطويرها، وتطويعها لتلائم الظروف المحلية لخدمة اغراض التنمية” وبالتالي “ربط البحث العلمي بأهداف الجامعة وخطط التنمية، والبعد عن الازدواجية والتكرار والافادة من الدراسات السابقة”.

اكاد اجزم بأنك ستصاب بالذهول حين تراجع سجلات البحث العلمي المدعم من الجامعات، ويكفي ان تلقي نظرة (خاطفة) على عناوين الابحاث في اكبر الجامعات السعودية لتجدها في معظمها تدور في مجالات بحثية “ضيقة” لا تتعدى هموم الباحث فيها تسجيل “وحدة” بحثية لاغراض الترقية العلمية “الشخصية”، يكاد يغيب الهم الاجتماعي للظاهرة، او المشكلة البحثية. ولن اورد ادلة هنا لاني اجد نفسي في قفص الاتهام… كما ان اسماء ومواضيع البحوث المدعمة من الجامعات، موجود على مواقع الكترونية للجامعات على شبكة الانترنت لمن اراد ان (يتألم). اعلم كما تعلمون بان هناك من يقول بأن الميزانية المخصصة لا تتناسب ومكانة البحث العلمي، ودوره في تطوير المجتمع، ولكن المشكلة ان ما هو مخصص من موارد مالية (على قلتها) لا يوجه بشكل مرشد الى ما يخدم المجتمع، او يسهم في بحث، وتقديم مقترحات علاج الظواهر المجتمعية السلبية التي تتنامى كل يوم.
وبعد… كيف يمكن تشجيع المؤسسات الرسمية للالتجاء للجامعة بشكل اكبر لمساعدتها في دراسة، ورصد الظواهر الاجتماعية، وهل يمكن ان ينتشل الاستاذ الجامعي من (وهدة) همومه “الشخصية” ليتفرغ لما اعد له؟ يعاد ترتيب الاوليات البحثية، وربط الدعم المالي لنسبة معينة من البحوث بحاجات المجتمع، وسبل تطويره، ترى… من يستمع؟ بل من يجيب؟.

***مسارات***
صاح المدير في اعوانه: ياجماعية هذه ظاهرة اجتماعية خطيرة، كيف يمكن ان نحد منها، فانبرى من آخر القاعة مساعده لشؤون البحث العلمي قائلا: بسيطة ياسعادة المدير… “نشكل لجنة”.

للمراسلة: FA@fayez.net

==============
رد - تعليق - طباعة

رد: انتخاب مدير الجامعة كتبه: سليمان البراهيم 2/11/2003 م - 10:51 م

اشكرك , فقد فتحت فوهة بركان خامد
عندما ننظر الى جامعتنا باستثناء جامعة البترول والمعادل وبعض الاقسام فى جامعة الملك سعود. لا تخرج عن قطبين متجاذبين لمصالح فردية, طلاب الجامعات يدرسون للوظيفه فقط ولو تركتهم بدون متابعة لم يحضر احد عدا ايام الاختبارات . لم ياتون للعلم وهذا متفق عليه فى جميع الامم المتقدمه و المستعدة للتقدم لذلك طريقة التدريس تغيرت فى اغلب الجامعات و اصبحت لا تنظر الى حضور وغياب بل عمل و نشاط فاصبح الطالب مشغول ذهنه و وقته فى كثرة التكاليف مما لا يجعل مجال للتفكير فى امور اخرى. و فى نفس الوقت تقدم الجامعة وظائف بالساعات للطلاب لكي يساعدون الدكاترة فى متابعة وتصحيح هذا الكم الهائل من التكاليف الطلابية.
القطب الثاني الدكاترة اناس مهمشين فى لجان التخاذ القرار فى الدولة تجد ان لجنة التخطيط العمران لمدينة الرياض مثلا لا يوجد اي دكتور متخصص فى هذا المجال . و تجد لجنة التطوير لمشروع او خطة وطنية معينه خمسة وعشرين فى المئة من الاعضاء هم فى الحقيقة رؤساء اتو ليملون قرارات على هذه الجان و لياخوا نصيبهم من البدلات و البقية صغار الموظفين و المطاوعين و الربع الاخير اجانب يسمون خبراء و انا اسميهم خرباء دار.
الدكتور يا اخي فى الجامعة السعودية لا يعطي لانه مشغول فى تكوين حياته الشخصية لان دراسة العليا كان واجب وليست خيار علمي و عدم اكملها يعني فشل. وبعد اكملها يعني نوم و تجارة فالبال مشغول فى كسب الرزق الحلال . لان المجتمع ينظر الى الكتور بطريقة تجعله يلبس ثوب اكبر من مقاسة فتجده يعيش فى مجتمعه القريب و البعيد والكل يقول ياخي انت دكتور وشفيك بخيل و شفيك لابس كذا ليش بيك شقة . مما يجعله يركض ويركض الى الهاوية و يبحث عن من يعطيه الاستقرار المالي حتى يتفرغ للبحوث و بناء البلاد و تمثيل اولاء للدولة بالعمل العلمي.
اخي كيف تريد ان تتطور قطاع التعليم العالي و انت تشاهد اشخاص مكثو طول اعمارهم مشرفين على هذا القطاع وكانه مكتوب فى القرآن الكريم وقف لفلان و فلان . اذا القطاع من كبار المشرفين عقيم كيف تريد للاتباع الاخلاص . انظر الى جميع وكلات الوزارة و البيئة المحيطة فى انظر الى الجامعات . من يعين مدراء الجامعات هل هو انتخاب لا هي وظيفه يحصل عليه من خلال العمل و تشبيك العلاقات فى وزارة العليم العالي , و يرفع بالاسم وياتي الاعتماد من المقام السامي بناء على الثقة المخولة للوزارة .
لو بحثت فى جامعات الهند الى جامعات المانيا و كليفورنيا لوجد ان الانتخاب فى الجامعات انسب حل لتوجية الجامعات الى ان تكون فعاله و ناجحه .

=====================================
- رد - تعليق - طباعة
تعليق: حين تُختزل الإرادة في الحروف , فلا تتعجبكتبه: محمد الفارس 3/11/2003 م - 6:23 ص

اُستاذي الكريم د/ فايز .

لا أعتقد بأن من الصعوبة إكتشاف مكمن الخلل , ويكفي أن يتم تناول مقالك كموضوع ومشكلة لدراسة علمية كي يرتفع الستار غير الحاجب ( الشفاف ) عما نحاول وفي كثير من نقاشاتنا تجاهله .

قارن بين جامعة الملك فهد للبترول والمعادن من حيث النظام وآليات العمل ومستوى الإلتزام بهما وبين غيرها من جامعاتنا الموقرة , لترى بوضوح حجم الهوة والتي بدورها تميز بين الخريجين .

1_ ((( الواسطة والمحسوبيات )))
وهي بحق ما تُعتبر أفيون التقدم .

فالأستاذ الجامعي حين يرى بأن الإرتقاء وظيفياً لا يتم بغير العلاقات الشخصية والمحسوبيات وليس بمدى ما يُنتجه _ مادياً ومعنوياً _ فإنه بلا شك لا يلام .

2_ ((( ضحالة التأسيس )))

حين يصطدم الإستاذ الجامعي بالمستوى المتردي لطلبته ويُُحِس بأنه معلم في مدرسة متوسطة , فإنه بلا شك لا يلام .

ماسبق _ 1 + 2 _ خطوط موغِلة في العمومية , ويحتاج الحديث فيها تفصيلاً لزمن طويل جداً . ولكن المهم وما شدني كثيراً هو قولك : << اكاد اجزم بأنك ستصاب بالذهول حين تراجع سجلات البحث العلمي المدعم من الجامعات، ويكفي ان تلقي نظرة (خاطفة) على عناوين الابحاث في اكبر الجامعات السعودية لتجدها في معظمها تدور في مجالات بحثية “ضيقة” لا تتعدى هموم الباحث فيها تسجيل “وحدة” بحثية لاغراض الترقية العلمية “الشخصية” >> .

بعد أن وصلت التناهيد أقصى الأفق وعادة بلا صدى أقول :

ليت الأمر يتوقف عند العناوين , ففي المضامين ما يجعل الإحباط سِمة .

كما وأن في إجازة الرسائل عجب , فالنزر اليسير منها فقط هو ما يستحق التصفح , ولك من ذاك النزر نزر كي تتمكن من إعتماد دراسات سابقة …

قالوا لنا بأن العلم تراكمي ولا يجوز أن تُعيد الدراسة في موضوعٍ دُرِس , فكيف يستقيم الحال ياترى !!!!

أخيراً ,
مراكز الأبحاث لن تخرج بمادة إذا كان همّ المُكلف محصوراً في المادة .
فلا أعتقد بأن الكثير الكثير الكثير من الأبحاث تستحق ربع ما رُصِد لها , وهنا فقط لا أعلم من يلام !!!

(-:
ربما تحدثت طويلاً ولم اراعي الربط بين القضايا بإحكام , فأعتذر بشدة .

تخرجت حديثاً من الجامعة *** قسم علم الإجتماع , وبصدق وعلى الرغم الدرجة الجيدة , لا أعتبر نفسي حاملاً للمادة العلمية المُتوقعة مقارنة بمن نالوها في أماكن اُخرى … والإيمان راسخ بأن المسؤولية تقع على عاتقي في الإرتقاء بمستواي علمياً من حيث طلب العلم بالطرق التقليدية جداً .

حاول تختصر بعد كدا

حقيقة اشكرك جزيل الشكر

الاخ صاحب الموضوع
اشكرك كثيرا على هذه الرساله:)
اللغه هاي ليفيل :face_with_rolling_eyes:
لكني ايضا هاي ليفيل و فهمت الموضوع;)
انت تضع يدك على الجرح العميق ليس فقط بالنسبه لهذه الجامعه الحكوميه بل لكل الدوائر الحكوميه في السعوديه خاصه و العربيه عامه
وهي المشكله سبب رئيسي في تخلف مجتمعنا السعودي|5|
و تقييمي للموضوع هو حقيقه (اتوقع لك مستقبل باهر)
والسلام خير ختام|10| :wink:

انا فهمت المقصود ولكني لم افهم هل هذا الموضوع منقول من جريدة او مكان اخر كما اعتقد, حيث انه يتضمن ردود …

او من ابداع العضو …

ارجو التوضيح وليس الكتابة فقط

الاخ/ kiakia
تحية طيبة وبعد:
اشكرك لاختيار هذا الموضوع، وفي الحقيقة نحن نعيش في احلام ونتكلم عن المثالية وما ابعدنا عنها.

شكراً لك مجددا

تعليقاً على الكلام أعلاه:
اود الاشارة الى ما كتبه الدكتور على جابر حول البحث العلمي في جريدة عكاظ 1415 هـ حيث يقول:" لو حسبنا ميزانية بحوث علمية في جامعات عربية مجتمعة لما جاوزت ما ينفقه قسم من الأقسام في جامعة غربية ، والفارق بين أمتين هو أن الأولى المتقدمة حضاريا تفكر وتبتكر ، والأخرى تحاول أن تتحايل على أسباب منع لإجراء بحوث جادة… وختم مقالته بقوله:" وحتى تهدأ الخواطر وتتجاوز ثورانها وغليانها ثم ترق المشاعر ، ويتبدل ما في النفوس ، وما تحت الجلود ، فإن البحث العلمي سيظل فاقد الوعي ، وغير قادر على الخروج من كبوته وقيوده وأساره ، لأنه لا يستطيع في ظل ظروف كريهة أن يمزق أغلالاً وضعه فيها حظه العاثر وسوء يوم ولد فيه ، عن أوطان لا تميل إلى حب العلم، بل إنها تكره شروقه وضياء شمسه.

أقـــــــــــــــــــول:
لقد بالغ الدكتور العزيز في التألم والحسرة والندم على أوضاعنا ، وعلى قلة الاهتمام بالعلم . ولو تفاءلنا لقلنا إن الاعتراف بالمرض هو أولى خطوات الصحة أو الشفاء .

في الحقيقة الموضوع شدني من اول وهلة، والوضع المتردي في العالم العربي عموما يجعل التفاؤل سمة نرتديها في خطاباتنا ولقائتنا وكذلك كتاباتنا، وموضع البحث العلمي من المواضيع التي اسهب الباحثون والمختصون في الحديث عنها ، ومن جملة ما كتب اخترت المفردات التالية، لعل ذلك يجدي شيئاً:

البحث العلمي في العالم العربي يعاني من واقع سيِّئ، بل غاية في السوء،يشبه الموظف في دوواوين الحكومة البيروقراطية ، ومما يدل على هذه الحالة السمات العامة للأبحاث المنشورة، وهذه السمات تتلخص فيما يلي:

1- البحث العلمي في عالمنا تقليدي، بمعنى أن الباحث ينظر في الدوريات العلمية ويجد بحثا مناسباً يقلده تقليداً تامًّا في كل خصوصياته، مما يسهل عليه الدراسة العملية والاستنباطات وشرحها.

2- تكراري بمعنى أنه إذا كان لديَّ بحث ناجح نوعاً ما، فإني أكرره مرة تلو الأخرى على نظم غاية في التشابه والصفات، مما يؤدي إلى قلة قيمة النتائج الحاصل عليها، حيث إنها في حقيقة الأمر لا تضيف جديداً أو ترفع مستوى التقنية العلمية.

3- يتبع نظام (شيلني وأشيلك) بمعنى أضع اسمك على بحث عندي مقابل وضع اسمي على بحث عندك فيكون لِكُلٍّ منا بحثان، وقد يدخل في هذه الجمعية العلمية العديد من الأفراد تتكرر أسماؤهم بترتيبات مختلفة على أبحاث عامة لا تتصف بالترابط أو الهدف الواحد، وقد تكون في أغلب الأحوال في مجالات مختلفة لا يمكن للشخص الواحد أن يساهم فيها، ولقد كان لي سوء الحظ في تقييم بعض هذه الحالات للترقية العلمية، وأتذكر حالة تقدم فيها المترقي بأحد عشر بحثاً كلها في مجالات مختلفة مع أناس مختلفة.

4- متنقل بمعنى أنه عديم الهدف والموضوعية، وينتقل من موضوع إلى آخر ومن فرع من فروع المعرفة إلى آخر بدون إيجاد الصلة بينها.

5- يهدف إلى إعطاء الدرجات العلمية مثل الماجستير والدكتوراة، وفي هذه الحالة تتسم البحوث بأنها أشبه إلى التمارين البحثية منها إلى البحوث العلمية الجادة، ولقد أدى ذلك إلى أن الجامعات في العديد من الدول تتبع نظم التقييم الداخلي، وحتى تلك التي تتبع نظم التقييم الخارجي بدأت الأقسام المختلفة فيها بالسعي إلى التعاقد مع أعضاء هيئة تدريس اتسموا بالتساهل والتهاون في فحص الرسائل العلمية. بالإضافة إلى أن من أهدافها كذلك سرعة الحصول على الدرجات العلمية مثل الأستاذ المساعد والمشارك والأستاذ، ولقد أدى هذا الهدف في معظم الجامعات العربية إلى استحداث مجلات ودوريات علمية داخلية لا ترقى إلى المستويات العالمية يكون التحكيم فيها شبه منعدم أو داخليًّا كلية، وتدخل فيه المحسوبيات والتساهل الشديد في اتباع النظم العلمية الدقيقة في التحكيم البحثي. وللأسف الشديد فإنه قد تَمَّ إنشاء العديد من أمثال هذه المجلات العلمية في دول العالم الثالث ومجموعة الدول المنبثقة من الاتحاد السوفيتي السابق تتسم بنفس الصفات السابقة، إلا أنها تضفي الصفة العالمية المزيفة لقبول أبحاث المترقي. وبالإضافة فلقد ظهرت بعض المجلات العلمية التي تعرض صفحاتها لنشر البحوث مقابل ثمن محدد للصفحة.

6- أكاديمية في طابعها(تفتقد الى الجانب التطبيقي) بمعنى أنها تجري بدون النظر إلى سبل استفادة المجتمع منها بشكل مباشر أو غير مباشر، وفي غالب الأحوال لا تؤدي إلى اكتشاف حقول علمية جديدة، بل تخدم في اتساع المعرفة في حقول علمية أكاديمية تم اكتشافها مسبقًا.

7- يوجد بعض البحوث التطبيقية في بعض الجامعات والمؤسسات العلمية مثل المركز القومي للبحوث في مصر، ولكنها بدأت تأخذ الصور التقليدية القديمة دون استخدام أو استحداث وسائل تقنية جديدة، كما أنها تفتقر إلى عدم تأديتها إلى إنتاج مواد جديدة أو منتجات متطورة أو إدخال عمليات جديدة أو تحسينات على الآليات والأنظمة المستعملة والاعتماد بشكل واسع على الخبرات الأجنبية في إدخال هذه التطورات في المصانع أو إنشاء خطوط إنتاج لشركات عالمية تهدف إلى استخدام اليد العاملة الرخيصة وليس لنقل التكنولوجيا الحديثة.

8- بحوث التطوير واستخدام التقنية الجديدة تكاد تكون منعدمة؛ وذلك لدخولها تحت أسباب سياسية واقتصادية يفرضها الواقع العالمي الحديث.

9- المشاريع العلمية المقدمة من قبل الباحثين للهيئات والمؤسسات الداخلية - وذلك لتدعيمها - تتسم بأنها غير مدروسة دراسة وافية - ارتجالية - وغير مترابطة، ويشترك فيها فريق بحث، أفراده غير متجانسين علميًّا، أو تمثل كفاءات شديدة التشابه مع إضافة استشاريين علميين لهم نفس كفاءة فريق البحث، وفي أغلب الوقت توضع في ذيل البحث قائمة مراجع كبيرة لا علاقة لأغلبها بالبحث المنشود بهدف ملء فراغ وإيهام المحكم بالجدية في بناء المشروع.

و الكثير الكثير …من السلبيات ، ولكن دعونا نكون متفائلين !!!

دمتم على خير
ChemTech
:wink: :wink: :wink: :wink:

وشاهداً على الكلام الذي ذكرته اعلاه، يقول احد الاساتذه الجامعيين لدينا في المملكة ما نصه:

ولقد كان من سوء حظي - منذ فترة ليست ببعيدة- تحكيم مشروعين:
أحدهما احتوى على خمس صفحات تمثل المشروع بأكمله وأرفق به قائمة مراجع تحتوي على قرابة المائة والخمسين مرجعًا أُخِذَت برمتها من رسالة ماجستير دون مراجعة ولا علاقة لقرابة ثلثيها بالبحث من قريب أو بعيد، وفي البحث الثاني فإن عدد أفراد فريق البحث أدى إلى أن المكافآت المطلوبة لهم تفوق مصاريف البحث بثلاثة أضعاف، والقائمة في هذا المجال كبيرة وليس هذا مجال حصرها.

والكلام مازال للاستاذ القدير الذي اردف قائلاً:
وفي المقابل فقد سبق لي من حوالي 12 سنة تقديم مشروع إلى إحدى الهيئات المانحة في الدول العربية، فكان مما قاله أحد المحكمين هو: "هذا البحث يمثل المقدرة العلمية للباحث الرئيسي، ويمثل مجال بحث متطور يفوق المقدرة في البلاد العربية، ومن الأفضل تركه للباحثين في الدول الغربية حيث تتوفر الإمكانات التي لا داعي للحصول عليها في هذه البلاد!!
هذا ولعل أكبر دليل على عدم اهتمامنا بالبحث العلمي وعجزنا عن النهوض به هو انشغال الجامعات العربية والإعلام العربي في أشهر الصيف من كل عام بنتائج الثانوية العامة، ومن قُبِل؟ وبأي نسبة؟ وفي أي كلية؟ وانشغال المجتمع بِرُمَّتِه بهذه الحادثة السنوية كأن الدنيا تقوم وتقع بنتائجه. ولم أجد مثل هذا التأهب أو ما يشابه من قريب أو بعيد لأي مرحلة تعليمية طوال أكثر من 25 سنة قضيتها في البلاد الغربية.
ومن عجب العجاب أن ترى وزير التعليم العالي في احدى الدول العربية وهو يمثل المنطلق العلمي على شاشة التلفاز يتلو النسب المئوية للطلبة المقبولين في مختلف كليات جامعات ذلك البلد، وبالأحرى لهذا الحدث أن يُعلَن في مكاتب التنسيق أو كرت القبول الذي يمكن إرساله آليًّا إلى عنوان الطالب وترك الإعلام للانشغال بما هو أهم وأرقى.

وخلاصة القول،،،
ان سبق ذكره لا ينفي وجود كفاءات فردية عديدة في مختلف المجالات العلمية في جميع الدول العربية تختلف في عددها وتنوعها بإمكانات وحاضر وماضي كل دولة كما توجد كفاءات مدفونة كبيرة العدد تَتُوق إلى اليوم الذي تجد فيه فرصة الانطلاق والإبداع.

كونوا متفائلين …ودمتم على خير.
ChemTech

:smiley: :smiley: :smiley: :smiley: :smiley:

سوف تبقى كل املنا مجرد"خطب" !!

ولعنا نخلص في النهاية الى ماخلص اليه المؤتمر الدولي الذي نظمه معهد تفهيم الإسلام الماليزي ومركز التقدم التقني والترويج الفكري الماليزي وكفلته مؤسسة البخاري بعنوان: “المنهج الإسلامي في مؤسساتية البحوث والتنمية” والذي استمر لمدة يومين في العاصمة الماليزية واختتم مساء الأحد 25/6/2000م.
وكان من بين توصيات الجلسة الختامية ما يلي:

* ضرورة إحياء ثقافة البحث العلمي والتنمية.

* التأكيد على البحث الإبداعي.

* ضرورة إعادة تشكيل أو إصلاح النظام التعليمي؛ ليكون معينًا على تخريج جيل من المبدعين، فتهيئة الجو والنظام المناسب المشجع للبحث والتنمية أهم من مجرد توفير المصادر المادية للبحث العلمي.

* تهيئة الجو الإسلامي المناسب لتنمية شخصية الباحث المسلم.

* ترشيد الإنفاق العلمي وتحقيق التعاون والتفاهم المسبق بين الباحثين وصناع القرار.

* التدقيق في اختيار مجال البحث؛ ليكون أوسع فائدة وتقديم البحوث ذات الأهمية العالمية أو المحلية لدرجة كبيرة ومؤثرة في حياة الناس.

* تشجيع العلماء المسلمين في المهجر على العودة للبلدان الإسلامية ولو كانت غير موطنهم الأصلي، حيث يبدي كثير منهم الرغبة في خدمة دولة مسلمة لو هيئت لهم البيئة المناسبة.

* تعزيز دور القطاع الخاص في البحوث والتنمية فمعظم مراكز البحث في العالم الإسلامي حكومية.

* تشجيع الجيل الجديد على خوض غمار التخصصات العلمية الحديثة.

* تعديل نظام التقاعد في بعض البلدان المسلمة التي تحيل الباحث أو الأستاذ أو العالم إلى التقاعد بعد بلوغه الخمسين أو الـ55، مع أنه يكون قد استجمع خبرات حياته في ذلك العمر، مع تخصيص عدد من أساتذة الجامعات سنويًّا للبحث العلمي دون التدريس.

* الاستمرار في دعم الطلبة المتفوقين في مختلف الدرجات العلمية.

* الاستمرار في حركة ترجمة الإنتاج العلمي من غير الدول الإسلامية للغات الإسلامية كالعربية والتركية والفارسية والملايوية والأوردية وغيرها.

* التعاون المادي والشراكة في المختبرات والأجهزة والتسهيلات العلمية والبحثية والمعلومات بين مراكز البحوث في العالم الإسلامي، وترويج ما يحتاجه الباحثون من معلومات عن مشاريع ومبادرات لدعم تخصصاتهم.

* تأسيس رابطة عالمية فعالة للعلوم والتقنية تربط الباحثين ومراكز البحوث الإسلامية، وتنسق نشر إنتاج العلماء والباحثين المسلمين المتناثر؛ ليكون لكل مجموعة من المختصين في مجال معين منهم مؤتمراتهم السنوية المتخصصة كشأن الباحثين في الدول الصناعية.

* العمل على تحقيق الاستقلال العلمي والتقني للعالم الإسلامي من خلال إستراتيجية بعيدة المدى.

وفي الختام دعوة صادقة الى جامعتنا الحبيبة والى معهد الابحاث على وجه الخصوص بتبني قضية دعم وتشجيع الطلاب المتميزين في جامعتنا لمواصلة دراستهم العليا …حتى يسهموا في تقدم بلدهم وامتهم .
اقول هذا الكلام لاني اعرف شباب سعوديين بالمعهد صار لهم سبع (7) سنوات وهم يعملون على بند المشاريع من دون وظيفة اساسية حتى اشعار اخر ، فكيف نرجوا منهم الابداع ولم نوفر لهم الا ما يعيشون عليه كفافا.
لا اود الحديث عن الصنف الاخر بالمعهد …الذين جاسوا خلال الديار، ولكن اللبيب بالاشارة يفهم.

وطيب الله ايامكم بكل خيـــــــــــــر
ChemTech
:frowning: :frowning: :frowning: :frowning: