بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني الطلاب وقراء الموضوع, السلام عليكم ورحمة الله وبكراته…
فقد فوجئنا وفي تمام الساعة الحادية عشرة تقريبا من مساء يوم الثلاثاء الموافق ل الخامس من اكتوبر , وفي الحي الشمالي من اسكان المدرسين, بنشوب حريق مفجع في احدى الوحدات السكنية في حرم الجامعة. ونحن من هذا المنبر نشكر الله على ان سلّم ونسأله ان يعوّض المتضررين بفضله. ولكن…
فكما ساء غيري من الطلاب, فقد ساءني ولا يشرفني (ظاهرة التجمهر) السلبية والتي لم تسهم في اخماد الحريق بل اكتفت بالتصفيق والتصفير وكأننا في احدى ساحات المدارس النظامية لا في جامعة مرموقة. ولست هنا لكي اخبر الطلاب كيف يتصرفون او اعلمهم اساسيات التصرف في مواقف حرجة كهذه, ولكني كغيري من الطلاب احسست بالحرج الشديد من تصرف غير مسئول في وقت لا ينفع فيه التصفيق والنعيق, فقررت ان اكتب رسالة إعتذار الى ابينا واخينا الأكبر معالي مدير الجامعة, ألتمس فيها انا وغيري من الطلاب العذر ونقول " بكل أسى نعتذر عن تلك التصرفات الغير مسئولة , وان هذه التصرفات التي حصلت في ذلك الموقف العصيب ماهي الا من مجموعة قليلة لا تمثل طلاب الجامعة ولا يقرّها الطلاب انفسهم " .
وكما ان لكل حادث مواعظ وعبر, فإن حادث الحريق قد بيّن لن أمورا كثيرة لايجب التغاضي عنها ابدا. فمثل هذه المواقف توضح لنا شخصية الرجل فعلا وكيف يتصرف في امور كهذه, فإذا افترضنا ان الحريق قد شب في احدى العمائر في سكن الطلاب, فالتوقعات هي انه لن نجد موقف حازم من الطلاب انفسهم سواء كان في اخماد الحريق او في المساهمة في الاعمال الانقاذية, وانا لا اعمم على جميع الطلاب هذا الكلام. قد يقول قائل( مهمة اخماد الحريق ليست من مهام وعمل الطلاب فنحن لم نخرج من بيوتنا حتى نخمد الحريق, فهذا واجب الامن والسلامة) , نقول له صدقت ولكن… الشخصية الحقيقية (المثالية) للطالب تظهر في مواقف مثل هذه, وهذه المواقف الحرجة العصيبة, مع انها ليست مرغوبة ومحببة للنفس إلا انها عامل اساسي في صقل شخصية الطالب الجامعي.
فلو افترضنا ان الحريق قد شب في تمام الساعة الحادية عشرة بالضبط وقام مجموعة من الطلاب (نفترض انهم 30 ) بإخماد الحريق وهو في بدايته, لما حصل ماحصل… او على الاقل, لكان لإطفاء الحريق مسألة خمس دقائق او عشر دقائق للجهات المسئولة وما حصلت ظاهرة التجمهر السيئة (الغير حضارية). وكما ان المواقف الحرجة هذه تساهم في صقل شخصية الطالب, فإنها لا تقل اهمية عن زرع الثقة في النفس والامساك بزمام الجدّية , وهذا في نظري افضل تدريب للطالب ليكون ذو شخصية فذة ورجل (للمواقف الصعبة).
ومن هذا المنبر, اتقدم بطلب الى معالي مدير الجامعة الكريم, بتخصيص دورات مكثفة للطلاب في المجالات التالية ( دورة مكثفة تطبيقية لا نظرية في الاسعافات الأولية) , ( دورة مكثفة في دورات الحريق وسبل القضاء عليها) , (دورة مكثفة في صنع القادة) . كذلك اوجه رسالتي الى اخواني في سكن الطلاب بهذا الاقتراح البسيط, وهو ان يكون لكل وحدة سكنية مجموعة من الطلاب (متدربة مسبقا) في كيفية التعامل مع هذه الامور العصيبة , وان يكون العمل فيها جماعيا , ومثال على ذلك ان يكون لكل شهر (روتين) إخلاء للوحدة السكنية وتدريب الطلاب بعضهم البعض على استعمال طفاية الحريق لاسيما كيفية التصرف في اوقات كهذه.
اشكر الجميع على قراءة الموضوع,
ولا تحرمونا من اقتراحاتكم…
اخوكم… ابو سمر