نصائح مخلصة الى بعض من الطلاب الذين تكاد تقطعت بهم سبل مجهوداتهم فغرزا في حرم الجامعة يدورون حول انفسهم لبضع سنوات اضافية بعد تخرج زملاء دفعتهم في الثانوية العامة وهم لايزالون في وضع صعب وعائم وقد تنهي سنوات عمرهم بلاشيء غير الحسرة لاسمح الله والفشل الذريع .
فمن يمضي خمس او ست سنوات معتقدا انه مكافح ومثابر ويجد نفسه وقد مرت عليه السنين العجاف بين ذهاب ومجيء للجامعة ولايزال وضعه محيرا حتى لتفسه ناهيك عن اسرته وهو في قرارة نفسه يعيش على حافة الهاوية حيث يكاد يفشل بالملل او الطرد وهكذا نجد انه قد اوهم نفسه وبرر لنفسه تلك الاسباب والمعوقات التي انغرز بسببها في مكانه وورط نفسه بنفسه .
فالجامعة للجادين والصادقين ليست تلك المعقدة كما يصورها المتورطين او المتوهمين واكبر دليل ان في الجامعة شباب كثير تخرجوا في وقتهم المخطط لهم بالتمام والكمال وفي اقصر فرصة ممكنة .
نعم الجامعة محك ومكان لصناعة جيل المستقبل ولايمكن ان يحصل على شهادتها شخص متسيب او غافل او متلاعب او متواكل .
فالجامعة تعود وتدرب وتعلم على السلوك والانضباط وكسب المعارف والاداب وتصنع الرجال الاقوياء فكريا وعلميا .
والطالب الذي اوشك على التخرج في حدود اربع سنوات وهو مثابر ومجتهد ومتابع دقيق لواجباته حين ينظر الى اروقة كليته يمينا ويسارا ويتفحص الوجوه سيجد ان هنالك ( اولد تايمرز ) من قلة الطلاب الذين تاهوا عن هدفهم وجرفتهم أهوائهم وضعفت نفوسهم فلم يسيطرون على رغباتهم وانفلت صمام الزمن والموقت الشخصي وهكذا تتوالى الفصول تباعا بين حذف وطرد واعادة ورسوب وماشابه من اسباب تطويل السنوات داخل الجامعة دون سبب مشروع الا الحظ السيء والخروج من خط الدراسة الى خط الترفيه واللهو وتباعاته .
نصيحــــــــــــــــــتــــــــــــي :
لايزال أماكم ايها المنغرسون في دوامة التأخير فسحة من الوقت لالتقاط انفاسكم والتفكير العميق في مستقبلكم ومآلكم .
ماذا سيحدث لاسمح الله حين يجد الواحد منكم نفسه وقد خرج من الجامعة بخفي حنين بعد خمس او اكثر من السنين ؟ ماذا سيعمل ؟ اين سيجد نفسه بين زملائه ومجتمعه ؟ ماهو مصيره تجاه والديه واسرته واهله الأقربون ؟
ماهي وظيفته المنتظرة ؟ كيف سيبرر لنفسه ولزوجة المستقبل وللاخرين ضياع نصف عقد من الزمان ؟
لن يكون في يده اكثر من شهادة الثانوية العامة التي عفى عليها الزمن بتقادم العمر ؟ فلن تقبله جامعة اخرى ولامعاهد ؟ وليس هنالك وظائف ترجمة لكل متسرب او خارج بخفي حنين ؟ وان حصل فليست منتهى طموح الرجال !! وليست وظائفا ثابتة بل مؤقتة ؟
نصيحتي :
ان لايزال الوقت معكم … اعادة برمجة نفسك وجلسائك وتوقيت نفسك وخطتك اليومية واصدقائك وساعات الدراسة . عليك ان تكون صادقا مع نفسك وغير مخادعا لها .
عليك ان تفكر بهموم الغد وليس بملهيات وغفلة ومسكنات اليوم والان !!
تجنب السهر .
تجنب السوق وتبعاته .
تجنب المبالغات والصرف وانزل الى واقعك كطالب يجب ان تتصرف بروح ونفسية الطالب الفرشمان .
اقبل الاساتذة جميعا واحترم الجامعة ونظامها .
لاتخادع نفسك وتظل تشكو وتبرر فأنت الخسران والقافلة تسير ومعايير الجامعة لايجب ان تتدنى وتنزل لترفع الهابطين بل عليهم رفع رؤسهم وشحذ همهم بأنفسهم .
فكر في ساعة انت تتجهلها رغم قربها منك وهي ساعة خروجك لاسمح الله مختارا لتكون اي شيء بنفسك لنفسك الا ان تكون خريجا فقط تعثرت كل محاولاتك الضعيفة لرفع نفسك والان ها انت تائها بعد سنوات طويلة في مشروع فشلت فيه !!
عليك ان تخرج من مراهقات التينيجر والتسكع لاسمح الله في الاسواق !
لاتماشي ان كنت مقررا العودة جادا الا من هو افضل من وضعك اكاديميا ؟
وتذكر : الامر لايستحق بطلا … ولا يستحق خارقا ولا ذكيا ولا حاذقا … !!!!
الأمر يستحق فقط أن تكون رجلا واقعيا فيك شعورا حيا ودما يخض من اخمص قدميك الى مقلة رأسك وي1كرك بنفسك واسرتك فالحياة كفاح …
وفقكم الله . وسامحوني فأنا اكره ان ارى الشباب وقد تخبطوا في انفسهم وخبصوا في حياتهم بمالاينبغي .