في خيمة الدكتور (فلان) المرشح للانتخابات
بسم الله الرحمن الرحيم
لم اتوقع ان هذا الدكتور قد رشح نفسه الا عندما صرح ذلك بكلمة عابرة (لمن يريد الفائدة… محاضرة في خيمة بيتي عن التجربة الماليزية يلقيها الدكتور فلان وفلان… ولا تضعوا في بالكم “ضاحكا” المفاطيح والذبائح, الشاي والقهوة ستكون كفيلة للجميع).
لا ادري لماذا انتابني الفضول في ان ازوره في خيمته قبل المحاضرة, وهذا ما فعلت … ولكن قبل ان اصل الى خيمته, لاحظت احد المرشحين في نفس الحي وقد بنى خيمة كبيرة فيها كراسي متعددة والناس واقفين بلهفة ينتظرون حضور الراوية المشهور (محمد الشرهان), واستغربت هذا الحرص الكبير على استقطاب الشخصيات الادبية والدينية في اوقات الانتخابات مع اننا نعلم ان بعض المرشحين قد لا يفقهون في هذه العلوم من شيء فضلا على الامور البلدية.
تابعت سيري نحو هذه الخيمة, وكنت اتصورها خيمة كبيرة جدا وفيها من الادباء والمشايخ وغيرهم, ولكنني فوجئت بأن الخيمة كانت متواضعة نوعا ما بعيدة عن التكليف, فيها مجموعة من الكراسي وكان الدكتور بداخل الخيمة ومعه مجموعة من الاقارب والاصدقاء لا يزيدون عن الخمسة. فرحب فيني واستقبلني بالشاي والقهوة, وجلست استمع الى مواضيعهم, كانوا يتكلمون عن مشاكل الحي الذي يسكنون فيه وعن المحاضرة التي ستكون عن التجربة الماليزية, وأعجبني تواضعه في التجهيز, في حين ان منافسيه كما هو متوقع( الا من رحم ربي) وكما حصل في الرياض يضعون الذبائح والولائم لاستقطاب اصوات ابناء الحي, ويجعلون الادباء والشعراء يتحدثون عنهم في مصلحة الحي.
اعجبني في الدكتور (فلان) انه أخذ الانتخابات من منظور عقلاني, فلم يستنفر القبيلة ولم يذبح الاغنام والابل, ولم ينافق ابناء حيه اجتماعيا…بل حتى لم يعلن في ردهات الجامعة (على حد علمي) وهو أولى بالاعلان فيها… لعل البعض يستغرب تحفظي عن ذكر اسمه, فأنا لا احب ان اكون دعاية لأي احد, ولكن احببت ان اسرد ما رأيت واعجبني في خيمة الدكتور (فلان) وكيف تعامل مع الانتخابات بصورة حضارية بعيدة عن التكليف والمبالغة.
اتمنى من الاخوان ان لا يسيئوا الظن فيني بأنني اعمد الى التلميح في ترشيح احد, انما هو موقف لم اتوقع ان اراه واعجبني ما رأيت من (فلان)…
دمتم سالمين
ابو سمر