بسم الله الرحمن الرحيم
اشتدت بي وعكة عافانا الله واياكم, فاضطررت الى ان اذهب الى (الكلينيك) مساء اليوم الجمعة مابين الساعة السابعة والنصف الى الساعة العاشرة مساءً… اخذت الملف وذهبت به الى الاستقبال, فوجدت افرادا لا يقلّون عن العشرة وازدادوا 3 بعد حضوري بدقيقتين… يعني اصبح العدد حوالي 14 مريض تقريبا… ذهبت وتحدثت الى الاستقبال, فأخبرني ان الطبيب المناوب هو واحد فقط! فذُهلت مما قال, وحينما احسست ان الوقت لا يكفي للانتظار طلبت منه ملفي وارجعته للاستقبال الرئيسي ودار بيننا هذا الحوار البسيط…
قلت له: أمعقول ان الطبيب المناوب يكون واحد مع هذا العدد؟
ابتسم في وجهي وقال: هذا النظام معروف منذ 30 عاما ولم يتغير…
قلت له: كيف لا تتغير؟ ليس من المعقول ان يمر بها هذا العمر ولا تتغير, فالظروف نفسها تتغير… لماذا لا تتجدد امثال هذه القوانين كل 3 او 4 سنوات؟
اعطيته الملف, ورأيت اشخاصا ورائي يحملون صديقا لهم على كرسي متحرك اثر اصابة قدمه من لعب الكرة, رافعا بطاقته الجامعية بيمينه ينتظر دوره لأخذ الملف… وقفت بجانبه وقلت له: (أعانك الله!!) …
كيف سينتظر صاحب القدم المكسورة كل هذا الوقت؟ اذا افترضنا جدلا ان الطبيب سيأخذ على كل حالة قرابة 10 دقائق لا تزيد ولا تنقص… وان عدد المرضى كما تركتهم هم 14 وزادوا بصاحب القدم المصابة, يعني انه سينتظر على الأقل( ساعتين وعشرين دقيقة )حتى يأتي دوره! يعني سينتظر من 8:00مساءً حتى العاشرة والثلث…
ربما يقول احدهم انني ابالغ في الحساب, اقول حسنا… لنفترض ان الدكتور المناوب على عجلة من أمره, وسيستغرق كشفه على كل مريض قرابة 5 دقائق… ستكون نتيجة الانتظار لصاحبنا ذو القدم المصابة هي (ساعة وعشر دقائق)…
فإذا كنتُ طالبا قد جدول نفسه على انه لن يمضي اكثر من رُبع ساعة في الكلينيك ليرجع ويستذكر دروسه, فإن هذا القانون ذو الثلاثة عقود (قد) بل (سوف) ينسف عليّ جدول مذاكرتي بل حتى موعد نومي…
لقد أجلت الذهاب الى الطبيب الى أجل غير مسمى, ولكن ما يجعل القلب يتقطع ويموت كمداً ان القانون مضى عليه ثلاثون عام! ومعلوم ان مرضى يوم الجمعة لا يقلّون عن مرضى الخميس او السبت, بل ان فرضية تواجدهم كبيرة خصوصا بين الطلاب.
فيا مدير الجامعة, نناشدك بالله ان تُنقذنا من هذا القانون وغيره من القوانين التي مر عليها عقود وقد أكل منها الزمن وشرب. والتي كانت في الماضي لا تؤثر على صحة الطلاب نظرا لقلة عددهم… اما الأن فقد زاد عدد الطلاب وزادت نسبة مرضى يوم الجمعة وحان الوقت لقانون جديد يحتويهم ويلبي احتياجاتهم.
لذا, نقترح على معالي المدير ان ينظر في حال جميع القوانين التي مر عليها اكثر من 10 سنوات وان يأمر بتغييرها او تعديلها بما يتناسب مع حال الطلاب, وان يكون القانون قابل للنظر والتعديل كل 3 أعوام على اقل تقدير حتى تكون الخدمة في محلها على أكمل وجه. والله الموفق
دمتم سالمين
ابو ســـمر