بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية اهنئ جميع من تخرّجوا او في طريقهم الى بوابة التخرج ان شاء الله وادعوا الله ان يوفقهم في حياتهم العلمية والعملية, وان يلحقنا بهم عاجلا غير اجل…
اما بعد, فقد شهد يوم المهنة في الجامعة حضورا مكثفا من شرائح عديدة من الطلاب, سواءا كانوا من افراد الجامعة ام غيرها, وذهبت لأشهده كغيري ولكن بدافع التحليل عن بعد, وقد سرني ما رأيت وساءني ايضا ما رأيت وهو ما ستعلمون في هذه الاسطر. كما ستحتوي هذه الاسطر ردوداً على بعض الانتقادات الغير صحيحة التي وجهها البعض على يوم المهنة بشكل عام, وعلى مهضومية حق الجامعة فيه بشكل خاص.
ذهبت من (كشك) الى كشك… ابحث عن ضالتي, فقد اوصاني احد الخريجين ان ابحث له عن شركة تحتاج الى شخص في تخصصه, وجدت ضالتي في شركات كثيرة, ولكن اثارني الفضول فذهبت يمنة ويسرة حتى اتمكن من الانصاف في الحكم قدر المستطاع, فوجدت ان الشركات تصنيفا تقع تحت ثلاثة انواع: شركات حضرت للتعريف عن الشركة ومنتجاتها, وشركات حضرت لاستلام الـCV فقط (او ارسل عبر الايميل) , وشركات لتسليم استمارات واستلام اوراق الطلاب (سلّم واستلم).
ولعل اكثر جملة كانت متداولة في السن مندوبي الشركات كانت ( هل انت خريج؟ كم بقي على تخرجك؟) واقل كلمة خرجت من السن اكثرهم هي ( كم هو المعدل؟) , لقد استغربت وبشدة!! لانه ولأول مرة تتجاهل شركات كثيرة تصنيف الطلاب بالمعدل, وقد بررت هذا في البداية بأن الشركات ليست في الغالب جادة في استقطاب الطلاب في يوم المهنة, ولكن حفظا لماء الوجه تقوم بالحضور واستلام الاوراق.
تحاورت مع احد المندوبين من الشركات الكبرى, فقلت له ما سبب عدم اشتراطكم للمعدل؟ فقال: هل انت من البترول والمعادن؟ فقلت: نعم! , فقال: اذا نت من البترول والمعادن فالذي بيننا هو ان تجتاز المقابلة الشخصية, ولكن اذا كانت من جامعة اخرى مثل جامعة عبدالعزيز, فطبعا سيكون المقياس هو المعدل! …
لم يكن كلامه لوحده, فقد اجابني نسبة ليست بقليلة بهذا الكلام, وفي المقابل توجد شركات لا تهتم بل لا تتفاهم الا بالمعدل. وهذا ان دل فانما يدل على تقدم ملحوظ في فكر بعض الشركات. كما لاحظت الاقبال الكثيف من طلبة خارج الجامعة ولا ادري كيف او ماذا اقول في هذا الموضوع, ولكن اذا كانت اعدادهم تزيد عن اعداد طلاب الجامعة فهذه مصيبة! فيوم المهنة وضع خصيصا لطلاب الجامعة وهم اولى من غيرهم فيه. قد اكون محقا او مخطئا ولكنها وجهة نظر, فالجامعات الاخرى فيها يوم مهنة ايضا.
ولكن ما انساني هذا الهم, واثلج صدري فعلا, هو الاهتمام الزائد بطالب الجامعة, فكثير من مندوبي الشركات وضحوا في كلامهم الميزات المطروحة لطالب الجامعة مقارنة بطلاب الجامعات الاخرى. ومما اساءني حضور بعض الشركات (الواضح وضوح الشمس) في حفظ ماء الوجه , وعدم الجدية في استقطاب الطلاب ايا كانوا!! فقد ذهبت الى احدى الشركات, ووجدت فيها مندوبين من كبار السن وفي اعتقادي ان المندوب هو صاحب هذه الشركة, وقبل ان اسأله جاء احد طلاب جامعة الملك فيصل وسأله عن وجود وظيفة, فأجابه وبكل برود : “عبي اسمك مثل غيرك, زي ما تشوف الاسماء كثيرة , وانت وحظك” ثم اردف بسؤال :" وش تقديرك؟" , فغيرت رغبتي في السؤال وتركت الكشك لصاحبه.
وفي النهاية, حينما نقارن يوم المهنة الحالي بيوم المهنة المنصرم العام الماضي, نجد فرقاً شاسعا وتقدما ملحوظا في شركات كثيرة, ايضا استمرار المدرسة القديمة في بعض الشركات والتي تصنف الخريج على حسب معدله أولاً وأخيراً , ولكن حينما ننظر الى يوم المهنة هذا نستبشر بالخير والتطور الذي نتمنى ان لا ينقطع او يتراجع الى الوراء في يوم من الايام.
الى موضوع جديد ان شاء الله,
دمتم سالمين
ابو ســـمر