بعد منتصف الليل (قصة قصيرة) بمناسبة إتمام عامين

لم يستطع ذلك الشاب من منع نفسه من التأفف من رطوبة الجو الخانقة في تلك الليلة، ولا يستطيع منع نفسه من التفكير عما سيحدث بالغد، فها هو يقدم مع رفاقة على خوض مغامرة غير معلومة النتائج والعواقب!

انطلقوا بعد أن خيم الليل، واستتروا بظلامه، متجهين صوب جامعة القلوب، جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، لا يعلم ذلك الفتى ما يدور في خلد أصحابه. وكلما اقتربوا من الجامعة، يزداد اضطرابه وتتسارع دقات قلبه. أمسك بتلك الورقة البيضاء الصغيرة، وأخذ في تأمل عباراتها. هل سينجح هذا العمل؟ دار هذا السؤال في ذهنه.

تجاوزوا بوابة الجامعة، وذلك الشاب متردد، ويدور في باله إلغاء هذه العملية. من أي الموافق نبدأ التوزيع؟ تناهى إلى مسامعه صوت رفيقه السائل. أخذ نفسا عميقا، تم أخرج زفرة ساخنة، يريد أن يطرد بها كل اضطراب وتوتر يراوده. لا أعلم، كان رده. كم كان يتمنى بأن يرد قائلا: يا شباب ما رأيكم أن نعدل ونعود أدراجنا؟

اتفقوا على أن يبدأ التوزيع بموافق المثلث، ثم مواقف المطعم، ثم الرحمة، ثم المباني الأكاديمية. وفي مواقف المثلث وضعوا رحالهم، وحملوا تلك القصاصات، وبدوا بالتوزيع. رغم انقضاء معظم الليل إلا إن حرارة الجو مازالت تسيطر، والرطوبة كاتمة للأنفاس.

كانوا مصرين على العمل بسرعة، حتى لا تلتقطهم الأبصار. وبعد فترة طويلة تم إنهاء مواقف المثلث والمواقف المتصله به، كان ذلك الشاب يظن أن عملية التوزيع لن تأخذ وقتا طويلا! و لكنها جاوزت الساعة لمواقف المثلث! الوقت يتداركهم! تأمل قصاصات الورق ترفرف على زجاج السيارات! وعلم أنه تجاوز خط الرجعة، ولا يملك الآن إلا المضي قدما! والتوكل على الله سبحانه وتعالى.

هرعوا إلى مواقف المطعم، و تفرقوا فيها ممطرين السيارات بتلك الأوراق. نظر ذلك الفتى إلى ساعته! ياللهول! لماذا تجرى العقارب بهذه السرعة، لم يبقى على الفجر الكثير! بدءوا بالتنافس من سيوزع العدد الأكبر من الإعلانات. انتهت مواقف المطعم! لم يبقى من الوقت الكثير، هذا ما أدركوه في تلك اللحظات.

قرروا أن يتجهوا فورا إلى المباني الأكاديمية، وأن يتركوا بقية المواقف بدون توزيع! فليس كل الطلاب يملكون سيارات، ولكنهم يذهبون إلى المباني الأكاديمية، لطلب العلم.

وبعد الانتهاء من المباني الأكاديمية، تسللوا إلى خارج الأسوار، وفي طريق الذهاب نظر ذلك الشاب إلى البرج متسائلا! ماذا يخفي لنا الغد؟

كاتب الرسالة الأصلية TheCollector

وبعد الانتهاء من المباني الأكاديمية، تسللوا إلى خارج الأسوار، وفي طريق الذهاب نظر ذلك الشاب إلى البرج متسائلا! ماذا يخفي لنا الغد؟

وها هو الغد قد أتى…
ليبدي لذلك الشاب ما كان خافياً…

ليت كل غد كهذا الغد…
إنجازات…
رقي…
وحدة…

وكل ما هو رائع…


سلمت يمينك يا ريّس…
وبارك الله لكم هذا الإنجاز…

قبطاننا الغالي

هذا الإنجاز هو حصيلة عمل أبناء هذه الجامعة الغالية، والفضل لهم بعد الله سبحانه وتعالي.

وصدقني لا أقول هذا تواضعا، إنما هي حقيقة مشاعرى، فالفضل لإبناء هذه الجامعة إدارة وطلاب.

وإن كانت بضعة شباب قاموا بـ 1%، فبقية أبناء الجامعة قاموا بالباقي.

والكلمات تقف عاجزة عن التعبير.

للجميع خالص التحية

مبروك للجميع,

وبهذه المناسبة أجد عندي الكثير من القول لأحكيه, والكثير من التهاني لأوزعها, والكثير من آيات الشكر والتقدير لأهديها علها ترد قليلا من جميل أناس بذلوا جهدا ووقتا لنشر الفائدة,

لكن مصارعتي لهذا الصباح الشقي تجعلني أبتعد قليلا عن التعبير, ولعلي أكون أقوى وأصبر.

أبدأ حديثي برسالة شكر أوجهها لصاحب الفخامة “الكوليكتور” على مسيرته المعطرة بالخطوات الناجحة والقرارات الحكيمة, وصدقني يا مشرفنا العزيز أن هناك من لم يخبروك بقدر المحبة والتقدير الذي يولونه لشخصك الكريم, وقد رأيت بعضه في حديث أعينهم وأقلامهم, ولا ريب أنك تستحق أن تكون محبوبا, وكفى بحلمك الذي طالما وسع أخطاءنا,

جزاك الله خيرا وبارك فيك.

ثم رسالة شكر لمن يعملون خلف الكواليس في قلعة الإشراف الميمونة, بورك مسعاهم وجزاهم الله خيرا على جهودهم.

وأخيرا, لم يكن للمنتدى أن يستمر ويصل صداه إلى إدارة الجامعة بدون وجود أعضاءه الكرام, ومني لهم رسالة شكر وتقدير تمر عليهم واحدا واحدا, ودعوة صادقة لكل من اجتهد في النصح والفائدة أن يجد ذلك في ميزان حسناته.

وإلى الأمام دوما.