حوار مع دكتور يتصدر اقوى و اشهر و اول صحيفة الكترونية عربية

هذا الحوار تصدر موقع ايلاف الالكتروني
الحوار مع الدكتور صدقي بو خمسين رئيس قسم هندسة البترول

http://www.elaph.com/elaphweb/Economics/2005/5/63843.htm

--------------------------------------------------------------

إختراع سعودي يخفض تكلفة صيانة آبار النفط للربع
GMT 6:00:00 2005 الأحد 22 مايو
علي آل غراش

حاوره علي آل غراش من الدمام:
للإبداع والاختراعات أفراد يبذلون الجهد الكبير والوقت الطويل في المعامل والمختبرات، ينكبون على تجاربهم العلمية متحملين انتاكات هذه التجارب السلبية المتكررة، في صمت بعيدًا عن عيون المتطفلين والإعلاميين … إلى أن يبلغوا هدفهم، ويحققوا نجاحًا في اختراع يبرز جهدهم. من بين أؤلئك، الأستاذ الجامعي ورئيس قسم هندسة البترول الدكتور صدقي بوخمسين، الحائز على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، الذي تمكن من اكتشاف مادة تتيح التحكم في الرمال في آبار الزيت والغاز وتمنع تسرب الأتربة إلى قاع النفط. د صدقي بوخمسين تميز خلال دراسته وتدريسه في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، تحدث إلى إيلاف عن أهمية هذا الاختراع، والتكريم، وواقع المؤسسات والمستوى العلمي والتعليمي في الجامعات السعودية، وتدني الثقافة البترولية لدى المواطن السعودي بشكل خاص وتدني الوعي العلمي لدى المواطن السعودي والعربي بشكل عام، ومواضيع عديدة غيرها … والى الجزء الأولى من اللقاء.

الدكتور صدقي ما هي تفاصيل الاختراع؟
تنتج بعض آبار الزيت الخام كميات متفاوتة من الرمال المصاحبة للزيت نتيجة تدني صلادة صخور المكمن النفطي مما يجعلها عرضة للتفتت تحت وطأة تدفق الزيت والماء من خلالها، وتسبب هذه الرمال تأكلاً خطيراً في أنابيب الإنتاج والمعدات السطحية ما يشكل كلفة تشغيلية باهظة إضافةً إلى أخطار السلامة، تقوم الطريقة المبتكرة على إشباع صخور المكمن المجاورة لقاع البئر بسائل هيدروكربوني خاص، ومن ثم أكسدة هذا السائل تحت ظروف المكمن بواسطة حقن الهواء في البئر، وتودي عملية الأكسدة منخفضة الحرارة إلى ترسيب مادة لاصقة شبيهة بالكوك أو الفحم النفطي بين حبيبات الرمل مما يقوي الصخور ويرفع من صلادتها ومقاومتها للتفتت.

ما مميزات وقيمة الاختراع الذي توصلتم إليه ؟
يمتاز الاختراع بمميزات عديدة عن الطرق المنافسة حيث أنه أقل كلفة (100 ألف دولار لكل بئر مقابل 400 ألف دولار تقريبا لأفضل الطرق المنافسة) كما أنه لا يؤثر سلبا على إنتاجية الزيت من البئر المعالج، ولا يؤثر على خواص الصخور المعالجة، وهو أيضا يمتاز بقوة تحمل أكبر من البدائل الأخرى.

ما هي الطرق والحلول السابقة المستخدمة لهذه المشكلة ؟
هناك طرق كثيرة لمعالجة هذه المشكلة ومن أكثرها انتشارا:
1- تركيب غربال في قاع البئر ولكن هذا مع الوقت يتعبأ ويغلق، ولابد من تغييره أي لابد من رفعه من قاع البئر وإنزال الجديد وهذه العملية مكلفة تصل حدود 300 ألف دولار.

2- وضع حصى صغير من نوع معين في قاع البئر من خلال أنبوب ويشكل هذا الحصى عبوة تعمل على التصفية ومع الوقت تمتلأ وتحتاج إلى تغيير، وهذه الطريقة تساهم في تقليل عملية الإنتاج بنسبة 40 بالمائة، وهذه العملية تكلف بين 200 - 400 ألف دولار، وتحتاج إلى تغيير بين سنة وأربع سنوات.

3- حقن مادة كيميائية في الصخور المحيطة بالبئر تتفاعل هذه المادة مع بعضها لتشكل مادة بلاستيكية كالغراء تزيد من تماسك الطبقة، ومشكلة هذه الطريقة أن أي خطأ في التنفيذ يؤدي إلى خسارة فادحة جدا، و من الصعب إزالتها.

كيف انطلقت فكرة الاختراع؟
لقد فكرت مع صديق كندي من اصل مصري في استخدام مادة كيميائية جديدة تؤدي إلى تماسك الطبقة المحيطة بالبئر بتكلفة قليلة وأكثر أمانا، وبدأنا التجارب المخبرية عام 1987م، والتي أثبتت جدوى الفكرة، ولكن هبوط أسعار النفط في بداية التسعينات أدى إلى تأخر تمويل المشروع إلى منتصف التسعينات عندما مولت شركة ارامكو المشروع، وتم تجهيز المعمل، واستمر البحث والتجارب لمدة سنتين من التجارب الكثيرة.

هل أنت والفريق المشارك مقتنعون بالتجربة؟
لا نستطيع الحكم على نجاح وفشل الاختراع لغاية الآن مع أننا وصلنا للمادة المثالية والمناسبة للحقول السعودية، ولقد جربنها بنجاح مرة واحدة في حقل واحد في السعودية، ولابد إن نجربها في مواقع أخرى خارج السعودية وخارج الخليج، وبعد ذلك ممكن لنا إن نحكم على هذه الوسيلة، مشيرا إلى إن الطرق الموجودة المعمول بها حاليا في العالم لها باع طويل وتجارب عديدة وسجل طويل من التجارب في عدة حقول.

بصراحة الم يصاحبكم خوف من فشل التجربة؟
البحث العلمي عملية الاستفادة من الأخطاء، والوصول إلى أفضل نتيجة مخبرية ثم الانتقال إلى الواقع العملي وتجربة الفكرة في الحقل لعدم معرفة واقع الأعماق في حدود 1200 متر، وانتظار النتائج تحتاج إلى صبر وتأني للحكم على التجربة، وهذا يؤدي إلى تسرب الخوف والقلق، في ظل وجود منافسة في السوق للكثير من الشركات العالمية التي تقدم خدماتها للشركات وتحصل على الملايين من هذا العمل والتي تراقب ماذا تسفر عنه التجربة، وان أول تجربة عملية تمت في احد حقول شركة ارامكو في عام 2003م ولقد مر على التجربة أكثر من سنة ونصف والنتائج ايجابية.

هل وصلت لكم عروض من خارج السعودية؟
لقد حصلنا على عدة عروض من شركات نفطية من خارج السعودية ونحن ندرس تلك العروض والطريقة، ولقد ذهبنا فترة وجيزة إلى دولة عمان الشقيقة لدراسة إمكانية القيام بتجربة عملية هناك.

التكريم له قيمة كيف تم تكريمكم من قبل سمو ولي العهد؟
في الحقيقة لم نتوقع هذا التكريم من سمو ولي العهد الذي قام بزيارة للجامعة قبل سنة ونصف في افتتاح بعض المشاريع إذ قررت الإدارة تقديم المخترعين من أساتذة الجامعة لسلام عليه، وليكرمهم بتسليمهم الدروع، وبعد عدة اشهر رتبت لنا زيارة لسمو العهد في الديوان الملكي ولا نعلم ما الأسباب وأثناء انتظارنا علمنا بان سمو ولي العهد سيقوم بتقليدنا أوسمة وكانت بحق مفاجأة كبيرة وسارة بالنسبة لنا ومبادرة كريمة لم تكن على البال ولا على الخاطر بان نقلد أوسمة وسام الملك عبدالعزيز الذي هو من ارفع الأوسمة وقليل من النخبة حصلوا، وكان مجموع عدد المكرمين 18 شخص 7 من جامعة الملك فهد و 7 من جامعة الملك سعود و 4 من جامعة الملك عبدالعزيز.

ما شعورك وأنت تكرم من ثاني اكبر قيادة في البلد؟
إنها فرصة غامرة وشعور بالمحبة والاهتمام من رجل في مقام ولي العهد الذي خصص لنا أكثر من ساعة ونصف لتبادل الأحاديث في ظل برنامجه المزحوم بالأعمال، وقد شعرت بالفخر والاعتزاز بالنسبة لي وللجامعة التي وفرت لي كل ما احتاج له للحصول على الوسام، واني افتخر كثيرا بقيادة الوطن التي تهتم بالمتميزين والمبدعين من الأساتذة واني اشعر كبقية الزملاء المكرمين بالسعادة بهذا الإنجازات، ونأمل إن نكون أهل للثقة والمسؤولية، والاجتهاد والسعي في العمل العلمي الجاد.

وماذا أضاف تكريم العائلة للدكتور صدقي؟
لتكريم العائلة لي له دور كبير في نفسي حيث وجدت الفرح في عيون الجميع والسعادة تغمر قلوب جميع أفراد العائلة وان العائلة يرون أني قدوة في مجال مهم، بالرغم من الإنجاز الذي حققته يعتبر شخصي، ولكن التكريم رسالة مهمة إلى الشباب الحضور ومن سمع به بان العلم والعلماء في جميع المجالات له قيمة و دور وله تأثير شخصي واجتماعي ووطني.

----------------

*صدقي احمد بوخمسين، من مواليد عام 1954، دولة الكويت.

*حائز على بكالوريوس وماجستير في الهندسة الكيميائية من جامعة الملك فهد للبترول، وشهادة الدكتوراة في هندسة البترول من جامعة ستانفورد الأمريكية عام 1984.

*متأهل ولديه ثلاثة أبناء، منتصر، محمد، علي.

*من هواياته: الرياضة، القراءة، والفلك، وعلم الأجناس.

*هو عضو في جمعية مهندسي البترول والمعهد الأميركي للمهندسين الكيميائيين، ، واشرف على 15 رسالة ماجستير وعلى 3 رسائل ماجستير ورسالتي دكتوراه، وشارك في لجنة التنظيم لندوة (التعليم و الصناعة ) في بالي باندونيسيا عام 2002 ، و كذلك في ندوة عن دور الجامعات والشركات في جذب الكوادر المتميزة لصناعة النفط و التي نظمتها شركة شلمبرجير في باريس عام 2004. ، و عضو لجنة اشراف.

*عضو فريق اختراع وسيلة التحكم بالرمال في آبار الزيت و الغاز.

*من مؤلفاته: مقدمة في هندسة البترول، الخواص الأساسية لصخور المكامن

*من اختراعاته: براءة اختراع أميركية برقم US 6،364،019 B1 و تاريخ 2 ابريل 2002.

*في الحلقة القادمة الدكتور صدقي يتحدث عن دور الإعلام العربي في تهميش العلم والعلماء والتسبب في تدني الثقافة العلمية.

------------------------

«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»لمثل هذا الرجل فلنفخر و بمثله فلنقتدي«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»