بسم الله الرحمن الرحيم
في لحظة تجلت فيها التعاسة و سوء الطالع بمعنى الكلمة ساقتني الظروف على أرجلي التي طال بها الانتظار في حيرت الاتجاهات إلى مقتلي
فأذهبت البسمة وارتسمت على وجهي علامات حزن القلب
ومن عرف السبب سيبطل منه العجب
قصتي يا كرام قصة معاناة غريبة لم يدر في خلدي يوماً أن تحصل معي لا لشيء ولكن لثقتي بالله ثم بقدراتي التي اكتشفت أنها هي سبب المشكلة
فدعوني أدخل في صلب الموضوع حتى لا أطيل عليكم
قبل سنتين كنت طالبا في ثالث ثانوي له اسمه وسمعته بين اقرانه أو حتى على مستوى منطقته التعليمية
المهم كان الذي يعرفني يقول أن لدي كبير هدف في الحياة وسأحققه و بسهولة وفعلاً سارت الأمور على ما يرام فتخرجت من الثانوي بنسبة ؟98.8 (بصراحة كانت محبطه بالنسبة لي ولكن كنت أستاهل لأني لم أرجع كما يجب)<<أذكروا الله ههههه
لسبب أو لأخر كان فكري مشلولاً عن التفكير بالمستقبل وكأن الأمر لايعنيني
المهم كانت عندي سفره إلى الشرقية وكان علي أن استعجل في اتخاذ القرار
فشاورت الأهل وأبديت لهم حيرتي بين الطب والهندسة فتقبلوا الموضوع وساعدوني (ولكن يبدو أنني أنا الذي لم اساعد نفسي)
سمعت عن جامعة القصيم ان التسجيل فوري فقلت لنفسي الطب ضمناه واما kfupm لاحقين عليها لاني سجلت على الانترنت والنتائج ضامنها أضافه إلى موعد القبول كان في نصف الصيف(يعني فيه وقت كافي)
وفعلا سجلت وانا غير مقتنع ثم ذهبت للشرقية وقضيت فيها حوالي شهر و ايضا في ذلك الشهر لم اكن افكر بالموضوع لدرجة ان خلال ذلك الشهر طلعت نتائج القبول وعرفت اني مقبول وان موعد تسليم الاوراق الرسمية يوم كذا ولكن كنت اقول خلك على الطب ازين وبعدين وش تبي تقول إذا رجعت -ولكن وفي نفس الوقت انا احس أني ماني عارف وش ابي بالضبط وكنت متأكد ان الأمر لازال فيه سعه-
رجعت من الشرقية و جلست اسبوع في مدينتي ثم اضطريت ان اسافر لجدة لشغل مهم لمدة اسبوعين كان خلالها محاضرات عن التخطيط للمستقبل وبناء القادة والتفكير الابداعي و زيارة لمركز الطب الدولي هناك-بصراحة كنت ما أحس أي انجذاب لتلك الزيارة-
ولا اخفي لكم سرا انني وقتها بدأت احس ان الموضوع بدأ بالجدية اكثر فأكثر حتى وصلت لقناعة ان دخولي تلك الجامعة غلط لا بد من تصحيحه وان جامعة الملك فهد وجهة منطقية
رجعت من جدة وبدأت اسأل عن الجامعة فظهر لي انهم في نصف الاسبوع التعريفي –يوم الاثنين-
قال لي ممن استشرتهم أنهم يقبلون من لم يقدموا الأوراق الرسمية بعد وان الموضوع يتكرر كل سنة…
فعزمت ان اتخذ خطوات جدية في الموضوع ولكن صدمت بالعوائق التالية :
ضيق الوقت –أمامي يومان- @ صعوبة سحب الشهادة من جامعة القصيم @ خراب سيارة الوالد @ عدم وجود حجز في الطيران للقصيم والدمام @ استبعاد فكرة النقل الجماعي لبعد المسافة بين مدينتي والظهران
فوجدت نفسي امام امر واقع لم يخطر ببالي ان يحدث لي ولو بالاحلام
كما يقول نزار قباني – صفعت وجهي أهذا يا زمان أنا!!-
ولكن يقول المثل الذي يفشل في التخطيط فهو يخطط للفشل
فأصبت بنكسة نفسية عظيمة ولكنها تلاشت حينما بدأت الدراسة والحمد لله
المهم واصلت الدراسة في تناقض شديد اركز في المحاضرة واشارك واجتهد كأني سوف استمر وبتفوق وفي قرارت نفسي عدم الاستمرار وانتظار الفرصة السانحة للتحويل ا وان اسجل كمستجد في البترول.
قبل نهاية الفصل الدراسي الأول عاد مسلسل الصدمات – أن جاز التعبير- من جديد
اكتشفت ان التسجيل محصور على الطلاب من خارج السعودية ولم اعلم وقتها ان هناك امكانية التسجيل لمن سجلوا في النصف الأول ولم يقدموا أوراقهم ان يقدموا اعادة طلب القبول
اما التحويل فلا يحق لك التحويل الإ بعد مضي فصلين في الكلية
فوجدت نفسي مرة أخرى أمام الأمر الواقع فانحصرت الخيارات أمامي فالخيار المتاح الآن هو الاستمرار
مضى الفصل الأول ومعه الثاني بتفوق ولله الحمد
ولكن في نهاية الفصل الثاني طلبوا منا اختيار التخصصات وعندها ادركت ان سبب مشكلتي الحقيقي يكمن في عدم اختيار التخصص من البداية
عندها كانت تسيطر على تفكيري فكرة أن توجهي لجامعة القصيم للطب وما دمت مستمرا في هذه الجامعة فهو لأجل الطب فقط
وفعلا اخترت الطب و انتهى عام من آلام في بداية العام الجديد دخلت المعمعة وكانت دراستنا على شكل بلوكاتblocks يعني موضوع معين في فترة زمنية محددة وتختبر نهائي يعني في الفصل الواحد ممكن تدرس بلوك واحد او اثنين او ثلاثة
المهم في البلوك الأول كان medical education كان مصطلحات وعن ادارة الحوار بين المجموعة والقيادة – لعبتي-
واخذت B+ مع اني ما كنت مركز بالمعلومات الطبية
البلوك الثاني كان growth and development وبدأت المعاناة من المعلومات الجامدة السرد الغير ممتع حتى خطة البلوك غير واضحة حتى كنا قبل دخول اختبار من الاختبارات نكتشف ان هناك مذكرة أو موضوع بالكامل لم يشرح لا من قريب ولا من بعيد وهو داخل منعا بالاختبار وعليه اغلب الدرجات وكانت هذه المعلومات لا يعرفها الا اللي أعادوا السنة-لأن الوضع يتأزم سنة بعد سنة مع أن العكس هو الذي يفترض أن يكون-
لحظتها كانت تلك الأحداث هي القشة التي قصمت ظهر البعير وكنت أحس أن الموضوع ليس له بالقدرات العقلية بل هناك قاعدة صارمة تقول:
اطبع تنجح ----1 ومن المعادلة رقم واحد نستنتج طب=طبع ------2
وعن طريق الاستقراء الرياضي نستنتج العلاقة التالية: طب=طبع=طبخ شوف الرياضيات حلوه شلون
حيث أن المعلومات الطبية تحتاج للاستذكار المتواصل فهي تطبخ داخل الدماغ;)
المهم قررت أن أكمل البلوك كما اتفق – تمشيت حال- لأني وصلت لقناعة عدم الاستمرار مهما كانت نتيجة البلوك الحالي
بعد ما طلعت النتائج دق علي واحد من الأصدقاء يبشر أخذت C فقلت ما عاد تقدم أو تأخر
وهذي نهاية الحكاية التي أجزم أنها سوف تدخل موسوعة غينيس لأغرب معاناة في القرن الواحد والعشرون
لم تنتهي المعاناة بعد لأني لا أعلم أين أتجه حتى الآن…
وأعتذر على الإطالة ولكن هدفي أن لا أفوت أي معلومة قد تفيدك في نظرك للموضوع
مرورك يشرفني…وردك يهمني