من عشرات السنين, كانت بعض المنظمات والدول تتفاخر بأسبقيتها في حقوق الإنسان وأنهم أول من أقروا بها, بل كان بعضهم إن لم يكن جميعهم يتهجمون على الإسلام ويثيرون الشبهات حوله وأنه حرم من يتبع الإسلام من حقوقهم. و الحقيقة أن من وقت ظهور الإسلام, أقرها ديننا وشملها في جميع المجالات كأوامر تشريعية وليس كمجرد مواعظ أخلاقية.
اختار الله عز وجل الإنسان من بين جميع المخلوقات وحمله الأمانة وجعله أكرمهم. ومن صور تكريم الإنسان:
- استخلافه في الأرض
- تكليف الملائكة بالسجود لآدم
- تسخير مافي الكون له
وغيرها من الصور.
وبين الإسلام أهمية حقوق الإنسان وأكد تطبيقها, وكان أول تشريع شرعه الرسول صلى الله عليه وسلم في الحقوق واشتملت على: ضمان العدل والحماية, رد الظلم والبغي, عدم التفرقة بين العرب واليهود في أحقية الأمن. وفي حجة الوداع بين الرسول الكريم جزء من الحقوق مثل: الدم, المال, العرض, الظلم, التفرقة, النساء والأمانات. وأيضا قبلها في فتح مكة ذكر حق المساواة و مبدأ العفو والتسامح.
للحقوق في الإسلام خصائص كونها مستمدة من شرع الله, ومن أهم الخصائص:
- ربانية المصدر - الشمول - الواقعية
- الثبات والمرونة - الوسطية
أما بالنسبة للحقوق فأهمها هو حق الحياة, لأنه الحق الأول للإنسان وهو حق من الله تعالى فعدمه ينهي باقي الحقوق وبوجوده تبدأ باقي الحقوق. وثاني الحقوق هو حق المساواة, ويتساوى الرجل والمرأة في معظم الأمور مثل حق الحياة وغيرها, ويختلف في بعضها مثل الإرث والشهادة وسبب الاختلاف هو الضرورة الاجتماعية والنفسية وليس الإنقاص من شأن المرأة كما يدعي البعض. وهناك حقوق أخرى كثيرة مثل: حق الحرية وحق التملك وحق الإنسان بالعيش في أمان وغيرها ولا تقل هذه الحقوق أهمية عن حق المساواة, بل تكمن أهميتها في تحقيقها جميعا لضمان العدل والحماية وغيرها من الموضوعات التي شملتها هذه الحقوق.
يوسف باسودان