التربية
تُعد التربية من حقوق األطفال وواجبات االَباء، وحث الله تعالى الناس على طاعته
للنجاة من نار جهنم وتعليم أهاليهم الطاعة، وتتمثل باالبتعاد عن الفسق
واألمور التي تُغضب المعبود ُسبحانه وتعالى، وينبغي على المسلم أن يُعلم
ُسرة مسلمة، ويُطلب
أوالده الدين اإلسالمي دين األخالق والخير، وبناء أ
من األب واألم تعليم األطفال ُحب هللا ورسوله مع اطالعهم على ماهية
الجنة والنار والحساب، وهذا المقال يُسلط الضوء على حقوق الطفل في
اإلسالم، ويُعرج على معاملة أشرف الخلق مع األطفال باإلضافة للتطرق
لموضوع اليتيم في اإلسالم.
حقوق الطفل في اإلسالم
حقوق الطفل في اإلسالم عديدة منها قبل والدة الطفل وجزء اَخر
بعد قدومه إلى الدنيا، ومن حقوقه قبل والدته اختيار الزوجة
الصالحة وكذلك الزوج الصالح، وعند تكونه في رحم والدته يتلقى
عناية إلهيه باإلضافة إلجازة للحامل بافطار شهر رمضان نتيجة
ال ُجهد من الحمل وفي ذلك توفير مناخ ُمناسب داخل الرحم للجنين،
َما ُل
ْ
وعند قدومه إلى الحياة يكون زينة في القلوب
ومن هدي النبي -صلى هللا عليه وسلم - التحنيك
وهو مضغ التمر ووضعه في فم المولود، ومن حقوق الطفل في
اإلسالم الرضاعة من األم وبالعلم الحديث ثبت أن حليب األم يؤثر
على بشكل ايجابي على نفسية وصحة المولود.]٤ ]وتُعد العقيقة أحد
حقوق الطفل في اإلسالم، وهي ذبح شاة للمولود سواء كان ذكًرا أو
نثى، ويكون وقت الذبح في اليوم السابع من الوالدة، وعلى االَبوين
ُ
أ
أي ًضا حلق شعر المولود بغض النظر عن الجنس، والتصِّدق بوزن
الشعر من الذهب أو الفضة، باإلضافة إلى تسميته با سم حسن يليق
بال ُمجتمع اإلسالمي، وينبغي على الوالدين التفرغ لألطفال للعب
معهم وتعليمهم، ومن حقوق الطفل في اإلسالم التربية السليمة
القائمة عن منهجية الدين اإلسالمي، ومن المعروف أن المواليد
بالفطرة مسلمين موحدين وعلى الوالدين رعاية الفطرة اإلنسانية
حسب األصول، كما من حق األطفال العيش في بيت فيه مودة
ورحمة، ومن واجبات األب واألم توجيه األبناء نحو الصالح
والخير وإبعادهم عن السوء.
معاملة النبي صلى هللا عليه وسلم مع األطفال
لتعرف على حقوق الطفل في اإلسالم يُحتم معرفة معاملة النبي محمد -
صلى هللا عليه وسلم- مع األطفال، النبي الكريم أفضل األنبياء والمعلمين،
ُمقاتل ال ُشجاع في المعارك
فهو الزوج واألب والجد ومنبع الحنان، وال
والحروب، وهذه الصفات ال تتوافر إال بشخصية أشرف الخلق، وكان
النبي الكريم يُدرك تما ًما حقوق الطفل في اإلسالم، لذلك يجد المسلم في
حياة نبيه العديد من المواقف مع األطفال منها مع ابنه إبراهيم حين توفاه
َب يَ ْح َز ُن، و َال
ْ
ْي َن تَ ْدَم ُع، والقَل
هللا، حزن عليه النبي الكريم وقال: “إ َّن العَ
ُّنَا
َم نَقُو ُل إ ْح ُزونُو َن.”] َّال ما يَ ْر َضى َرب
ُم لَ
َرا ِهي
َراقِ َك يا إْب
، وإنَّا بِف ٥ ]وقال
الصحابة -رضوان هللا عليهم- ما رأينا أرحم من النبي بالعيال.]٦ ]كان
النبي الكريم يالعب احفاده الحسن والحسين أبناء فاطمة بنت محمد وعلي
بن أبي طالب دائ ًما، فكان أحفاده يالعبونه على ظهره وهو ساجد، فيُطيل
في السجود ويكره أن يعجل عليهم حتى قضاء حاجتهم، وكان يُخصص من
ِزلتهُ
ُهم، ورغم ُعلو من
وقته ألحفاده ويضعهم في حجره ويدعو لهم ويُقبل
وانشغالهُ بأمور ال ِجهاد والدعوة، لكنه نبي الرحمة مع الجميع، فقد كان
يتعمد إدخال السرور إلى قلوب األطفال ويسأل عنهم باستمرار، ولذلك فإن
االهتمام بالطفل واعطائه حقوقه وتربيته بشكل سليم وبث الشجاعة في
قلبه، وفتح المجال له إلبداء رأيه ضمن إطار األدب جميعها تربية نبوية
تؤهل لمعرفة الحقوق والمطالبة بها.