الزملاء الكرام :
في قناعاتي الراسخة أن هذا اسلوب اكاديمي ناجح جدا ؛ بل وضروري جدا للطالب الجاد وللهدف التعليمي .
فدراسة الطالب في الجامعة لاتعتبر مجرد رحلة في قطار يتنقل عبرها من موقع الى آخر ويكون الزمن كفيلا بانتهائها بالايجاب او السلب .
الدراسة ان كنا واقعيين وصادقين مع أنفسنا فهي تهدف الى غرس الاسس العلمية للتخصص المحدد ليكون الخريج قد حصل على قدر معلوم عند مقياس معتمد سلفا في مجال اختصاصه . وتلك تسمى اهداف التعلم . وهذه الاهداف لها سقف لايجوز ان يقال بأن الطالب ناجح او مؤهل وهو لم يتجاوز هذا السقف في كل المعاير المعتمدة لأهداف تعلمه ليصبح خريجا بحق وحقيقة .
وهذا الكلام لايعني ان هنالك طلاب كثير قد تخرجوا وهم لم يحققون المعايير كما ينبغي . بل تخرجوا وسرعان ماذابت افكارهم وتبخرت معلوماتهم التي نجحوا بموجبها وحققوا بموجبها متطلبات التخرج . لماذ ؟ لأنهم كانوا يصورون المطلوب تصويرا في ذاكرة مؤقتة لغرض التخرج وليس اكتساب العلم وترسيخه .
والغرض من دخول الجامعة كما نعرفه جميعا وفي قناعاتنا جميعا , هو صقل شخصية الطالب صقلا فكريا وبشكل أكاديمي منهجي متدرج وبشكل احترافي يمكن الطالب من اكتساب أدوات التعلم عن حب وقناعات واحتراف اكاديمي وليس مجرد حاجة للتخرج .
وحين نكون كذلك نهدف للتخرج بفكر اكاديمي متراكم ومتكامل في منظومة التخصص ومتطلبات خدمة التخصصص من العلوم والمعارف الأخرى فانك ستجد ان بيننا كثير من الاكاديميين المرموقين والخبراء البارعين في اختصاصاتهم الخ .
وطالب التخصص ( أي تخصص ) ؛ لايجوز ان نعتبره قد اكتسب مفاتيح المعرفة واساسياتها في اختصاصه مالم يكون قادرا وتلقائيا على معرفة تاريخ تطور التخصص وأهم مصادره العلمية ناهيك عن الكتاب الذي تقرر أن يكون المرجع للدراسة والاحتبار . فالطالب يحتضن هذا الكتاب ويقلبه يوما بعد يوم ويستخدمه ويستعين به في متطلباته الكتابية ومراجعته لكل حصة او فحص او مناقشة واختبار وفي النهاية لايعرف المؤلف ولا دار النشر ولا سنة النشر ولا ان كان الطبعة الأولى او الاخيره !! هذه مشكلة أكاديمية بحق !
يا اخي ؛ أنت لاتحضر من اجل ان تكون مسجلا ضعيف الذاكرة او شريطا للتسجيل يمسح المادة الأولى حين يراد تسجيل مادة اخرى !
والله سبحانه وتعالى منح الانسان عقلا عظيما ومقدرة فكرية هائلة ان هو سخرها كما ينبغي وعود ذاكرته وعسف نفسه عسفا منطقيا طبيعيا ليتمكن من فتح كل شهيته وتحسين روحه لتلقي المزيد وهضم المعلومات وتخزينها لتتراكم وتتنامى يوما بعد يوم ليحقق افضل النتائج . فاسم الكاتب ومعطيات الكتاب الاخرى الادارية لاتقل اهمية عن مضمون فصول الكتاب .
وليعلم الزملاء ان هنالك في كثير من التخصصات او الاقسام العلمية نهج تأخذ به كثير من الجامعات في بداية دراسة الطالب للتخصص وهو مايسمى : مشروع الببليوقرافي العلمية للتخصص … او هكذا اسمه لأن لكل جامعة او كلية اسلوب . ولكنه مطلب أكاديمي يلزم الطالب بعمل بحث مسحي شامل لكل المراجع التي يمكن استخدامها في دراسة التخصص . وتقسم الى عدة انواع معروفة . فمنها المصادر الاساسية ومنها امهات الكتب المعروفة ومنها الموسوعات والدوريات والتقارير وسجل الخطب وسجلات المؤتمرات الخ .
والطالب حين يبحث في هذه البنية التحتية للتخصص فهو كمن وضع الاساس لبيته الجديد تحت الانشاء . ان هو حدد كل شيء بدقة وسماه باسمه وشمل مايجب اشتماله فهو انطلق ورفع الأعمدة على ارض صلبة . وان هو جاء بشيء مرقع ومرقط ومشوش وخبط عشواء وتلفيق او لاسمح الله استعارة من هنا وهناك فهو لايستطيع حين يرغب او تستدعي الحال ان يســـــــــــــــــتجر من رأسه اي فكر او معلومة يجيب بها او يستخدمها .
ولايمكن ان ينطلق الطالب في مشواره التعليمي بسهولة وهو لايعرف حدود تخصصه وأهم مصادر تخصصه وأهم المؤلفين واهم المجددين وابرز العلماء ليضعهم نصب عينه ويكونون قدوته ويعرف بمعرفتهم تكوين التخصص ومافيه من فلسفات ومدارس .
أما معرفة زملاء الصف !!!! فهذه كارثة !!!
ان كنت غير مدرك وغير عارف للاسماء والسمات لكل زملاء المادة بعد اكثر من ثلاث لقاءات فأنت حقا تأتي الفصل وأنت مغيبا او مشدوها او لم تنام ليلة البارحة وشبه مغصوبا وشاردا ذهنيا . فالنسبة الكبيرة من التعلم تأتي من النقاش ومن الاجابات ومن الاسئلة . ومعرفة اسماء زملائك لاتحتاج الى ( فلتة ) ولايحتاج امر تذكر اسماء الزملاء كلهم او بعضهم الى امرا خارقا او ذكاء خاصا !! يحتاج الى برنامج اعادة تأهيل نفسك والنزول من عالم الشرود الى عالم صفاء الذهن ومنطقية التفكير ومنطقية تنظيم الاشياء في ذهنك وترتيب وقتك … وو الخ .
والطالب الذي لايعرف مجتمع الصف الدراسي عليه ان يخرج من قوقعته او يفحص نفسه !!
تحياتي الى الدكتور العبدلي … والى الزملاء العارفين بمراجعهم وبمفكري وعلماء ومؤلفي التخصص ؛ والأهم بمعرفة اخوانهم واقرانهم زملاء الصف رفاق رحلة بناء المستقبل الشخصي .