إنشاء الجامعة:
كان لهذه الجامعة الفتية وقفات مع التاريخ المجيد تمت على ثلاث مراحل، فقد أُنشئت في عام 1383هـ (1963م) و كان اسمها آنذاك (كلية البترول والمعادن).
ومسايرة لما تعيشه المملكة من تقدم وحضارة، و نظراً لما يوليه قادة هذه البلاد للتعليم كان لابُدِّ لهذه الكلية الصغيرة أن تنمو، وتتسع مجالاتها، حيث صدر المرسوم الملكي في الخامس من محرم 1395هـ بتعديل اسمها إلى “جامعة البترول والمعادن” ودخلت بذلك مرحلتها الثانية.
وقد عززت بذلك برامجها الأكاديمية، والبحثية، ونوَّعت أنشطتها على مختلف الأصعدة ، ومدَّت ، جسوراً مع حركة التنمية والبناء الحضاري للمجتمع من خلال المؤتمرات، والمعارض والندوات، والتدريب المستمر.
أما المرحلة الثالثة فكانت عقِبَ الزيارة الكريمة التي تفضل فيها قائد مسيرة التعليم الأول، ورائد نهضتنا المباركة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، فمنح حفظه الله اسمه لها في 23 ربيع الثاني 1407هـ (24/12/1986م) وتشرفت بعد ذلك بحمل اسم (جامعة الملك فهد للبترول والمعادن).
وجميع هذه المراحل تعكس التوسع الرأسي، والأفقي في مسيرة الجامعة منذ إنشائها. و شهدت الجامعة في مختلف مراحلها توسعاً مطَّرداً في أعداد الطلاب الملتحقين بها، وزيادةً في ،أعضـاء هيئة التـدريس، والموظفين، وتطويراً، وزيادة في أعداد البرامج، والمناهج، والمواد والأبحاث، والمشاريع العلمية، فانعكس هذا التوسع على منشآت الجامعة ومرافقها.
الموقع والمرافق:
تم تشييد المنشآت الأكاديمية للجامعة فوق جبل الظهران في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية و يقع الحرم الجامعي على بعد سبعة كيلومترات عن الخليج العربي تقريبا و سبعة كيلومترات عن مدينة الخبر و عشرين كيلومترا عن الدمام و تقع المنشآت الأكاديمية فوق جبل جيري ، يرتفع مائة متر فوق مستوى الصحراء .
تطل الجامعة على مياه الخليج العربي و جزيرة البحرين التي تبعد 35 كيلومترا من الساحل الشرقي للملكة العربية السعودية حيث تظهر بوضوح . كما تتوسط الجامعة في موقعها بين شركة الزيت العربية الأمريكية (أرامكو) غربا و مطار الظهران الدولي شرقا
ويسهل الوصول للجامعة بالطريق البري أو الجوي من أي نقطة في المملكة حيث تبعد برا عن الرياض حوالي 380 كيلومترا وعن جدة حوالي 1450 كيلومترا وهناك شبكة من الطرق المعبدة تصلها بالأماكن البعيدة مثل نجران وأبها وجيزان في أقصى الجنوب وحايل في الشمال الغربي والقيصومة و الجوف و تبوك في الشمال
تشغل المنشآت الجامعية مساحة قدرها 1600 فدان و تمتاز مبانيها بالجمال الأخاذ والابتكار في التصميم و المرونة في استخدامها للأغراض العلمية و تمتاز هذه المباني بجمال مظهرها الخارجي الذي ينجم مع خشونة البيئة الطبيعية المحيطة بها ورشاقة خطوط الأقواس و القباب المبنية على الطرز الإسلامية .
أهداف الجامعة:
لقد نص مرسوم إنشاء جامعة الملك فهد للبترول والمعادن على أنها جامعة متخصصة، تهتم بالمجالات والتخصصات المتعلقة بالعلوم، والهندسة، والإدارة، والعمارة، وعلوم وهندسة الحاسب الآلي. كما تُعنى بالدراسات المتعلقة بالبترول والمعادن، وإجراء البحوث العلمية والتطبيقية في هذه المجالات. وقد حددت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ( كلية البترول والمعادن سابقاً ) ـ منذ اليوم الأول لإنشائها ـ أهدافها المستقبلية على أساس مبدأ التخطيط العلمي كأساس للتوَّسع الرأسي، والأفقي في مسيرتها التعليمية في إطار خطط التنمية الاقتصادية، والاجتماعية المتوازنة في إطار العقيدة الإسلامية، محققه بذلك مبدأ التفاعل بين الجامعة، ومتطلبات المرحلة الحالية للتنمية، ومستهدفة ربط التطور الذي تشهده الجامعة مع متطلبات المرحلة الراهنة، والمستقبلية لخطط التنمية
هذا وقد نصَّ دليل الدراسات الجامعية على “أنَّ الجامعة ترى لزاماً عليها لكونها جامعة تقنية في بلد الإسلام أن تعمِّق إيمان طلابها المسلمين، وتغرس في نفوسهم التقدير الوافر لما قدمته أمتهم الإسلامية كمساهمة مرموقة في مجالات العلوم، والرياضيات، لذا وجَّهت الجامعة مختلف إمكاناتها من خدمات، وهيئة تدريس، وطلاب، وبرامج لتحقيق هــــذه الأهداف”
و يمكن إجمال أهم الأهداف فيما يلي:
تطوير الخبرات الوطنية لتشغيل المرافق الإنتاجية لموازاة التطور السريع للمملكة العربية السعودية في الناحيتين الاقتصادية والتقنية، واستلزم ذلك تطوير البرامج والمقررات الدراسية بصفة مستمرة
القيام ببحوث أساسية، وتطبيقية سعياً إلى حلٍّ مشكلةٍ، أو تطوير منهجِ عملٍ معينٍ تقتضيه متطلبات التنمية الاقتصادية، والصناعية، والاجتماعية، وتعزيز البحث والمعرفة – بصفة خاصة - في مجال موارد الطاقة العالمية لدعم القطاعات الوطنية المتعددة . واستلزم ذلك مايلي
دعم المختبرات والمعامل بالأجهزة العلمية المتقدمة لممارسة البحث العلمي بكفاءة عالية
الاهتمام بالدراسات العليا باعتبارها الميدان الأساسي لتدريب الباحثين وتعميق معارفهم وتطوير مهاراتهم
عقد المؤتمرات، والندوات العلمية وتنظيم الحلقات الدراسية التي تتناول قضايا التنمية ومتغيراتها، والمستجدات على الساحة العلمية والتعليمية
تعميق إيمان الطلاب المسلمين وتقدير الدور الذي قدمته الأمة الإسلامية في مختلف مناحي الحياة. وقد سبقت الإشارة إلى أن الجامعة تسعى إلى تحقيق ذلك عن طريق المثابرة، وبذل الجهد للوفاء بالالتزامات والأهداف الخاصة بها عن طريق:
الاهتمام بالطالب، وتطوير مواهبه باعتباره فرداً له أمانيه، وميوله، وله كذلك مشاكله
تطبيق برنامج تعليمي متطور قادر على مواجهة متطلبات المهن التكنولوجية والهندسية
إتاحة الفرصة للطالب لدراسة الثقافة الإسلامية، والتاريخ العربي بغية توسيع مداركه ومعارفه بالتراث الإسلامي
إقامة المباني الجامعية والمرافق اللازمة التي تخدم برامج الدراسة الآخذة في التوســع