الطازج......مرسال.....جهد ضائع!!

بداية لا يسعني سوى الإشادة بالجهد الذي بذله شبابنا في جامعة الملك فهد, لكني أعتقد أنه جهد ضائع لأنه تناول قضية لا تشكل أهمية أو إضافة عملية على مستخدمي (الانترنت) أو الشبكة العنكبوتية كما تم ترجمتها باللغة العربية, ولا على تداول المسميات الأصلية كما أوجدها مبتكرو هذا النظام الجديد, وليتهم سخروا جهودهم في أشياء أكثر نفعاً وفائدة, فاستخدام كلمة (مرسال) العربية… بدلاً من كلمة (إيميل) الأعجمية لن يغير الواقع (الأليم) في أن المخترع الذي يتحدثون عنه هو (أعجمي) الأصل, ومجرد استحداث اسم عربي غير متداول لن ينفي عنه تلك (الأعجمية) ولن يجعله من مفاخرنا العربية أو الإسلامية لأننا لسنا أصحابه الأصليين?!
* * *
إن من حق المبتكر أو المخترع أو المُنتج أن يفتخر بإنتاجه ويسعى إلى نشره عالمياً بنفس المسمى الذي أعمل ذهنه وجهده ووقته في انتاجه ولا ذنب عليه إذا ما قام أجنبي بشراء هذا المنتج. ولا أدري ما العلاقة بين تداول منتج أو سلعة باسم غير عربي -طالما أنها سلعة مشروع تداولها- بمصير اللغة العربية! بل لا أجد لها علاقة باللغة العربية أساساً. فليس فخراً أن نستهلك منتجاً أجنبياً نستورده من الخارج وتكون إضافتنا عليه هو مجرد إيجاد ترجمة عربية له. فطالما نحن مستهلكون لتلك المنتجات فلا معنى ولا قيمة لمجرد ترجمة الاسم.
* * *
أما من يعتقد أن الترجمة هي مسألة كرامة وحفاظ على اللغة فينبغي أن يدرك أن الكرامة تبدأ من الذات وتنتهي إليها, والكرامة الحق هي أن نكون نحن الأصل وليس مجرد (مجترين) لمنتجات الغير. ولعل وجود منتج محلي ينافس المنتج الأجنبي هو الفيصل في بقاء هذا المنتج أو ذاك. فمنتج وطني مثل (الطازج), على سبيل المثال, قد فرض نفسه على الأسواق رغم وجود منتج أجنبي منافس بل إنه تعدى الحدود المحلية لينتشر في دول خارجية. ولا أعتقد أن تلك الدول ستفرض على المستوردين ترجمة اسم الطازج مثلا إلى (ذا فرش ون) (THE FRISH ONE). العبرة إذا هي بالعمل وليس بالكلام. وما أهون الزمن الذي تمتهن فيه لغتنا العربية ويعلق مصيرها على مجرد استعمالنا أسماء مخترعات أجنبية لا يد لنا في تصنيعها أو اختراعها.

** نافذة صغيرة:
(جرب كل شيء, وتمسّك بالأصلح).
برنارد شو
nafezah@yahoo.com د.عبدالعزيز حسين الصويغ