السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أولا: أرجو الهدوء من جميع القراء عند قراءة ما يلي ومناقشة الفكرة المطروحة قبل أي شيء آخر…
وقفة مع إعلان التراويح
لا أشك أن الكل قد شاهد إعلان التوجيه الديني بخصوص صلاة التراويح في مساجد السكن ولي مع هذا الإعلان وقفة…
لقد تسائل الكثير عن فائدة مثل هذا الإعلان وقد كان يكفي أن يتكلم إمام المسجد بعد صلاة العشاء ليخبر المصلين بإقامته للصلاة من عدمها. وفي هذا توفير لجهد من كتب هذا الإعلان وتوفير لأموال صرفت في الأوراق والطباعة، وخصوصا أن جار المسجد لن يعنيه هل ستقام التراويح في المساجد الأخرى أم أنها لن تقام.
والذي يظهر أن الموجه الديني يريد أن يسلب الإمام كل صلاحية له في مسجده ويحتكرها لنفسه، فالموجه الديني -والموجه الديني فقط- هو الذي يعلن في أي مسجد تقام التراويح وفي أي مسجد لا تقام!.
ثم أي فائدة في أن تمنع إقامة التراويح في مسجد من المساجد. إن أي عذر يمكن أن يذكر هنا يمكن أن يكون عذراً لمنع إقامة الصلاة المفروضة في نفس المسجد وبالتالي لا معنى لمثل هذه الأعذار.
والأمر الملاحظ الذي لا بد أن يذكر أنه مع تعيين الموجه الديني حصل التقليص في حلقات التحفيظ وعزل بعض الأئمة بدون سبب ظاهر وهاهو عدد المساجد التي تقام فيها التراويح يقلص فما هو القادم على يدي الموجه الديني؟
ومن الملاحظ على هذا الإعلان انه ابتدأ عبارته بأنه “بناءا على رغبة الأئمة”!
فهل هذه الفكرة في حرمان بعض المساجد من إقامة التراويح هي فعلاً رغبة الأئمة أم رغبة شخص آخر؟
إن الواقع يقول إن هذه رغبة الموجه الديني المفروضة على الأئمة في اجتماعه معهم ولم تكن رغبتهم أو رغبة بعضهم. ثم لنسلّم جدلاً أن بعض الأئمة لا يريد أن يقوم بواجبه في صلاة التراويح فحينئذ يتوجب على النائب القيام بذلك وإذا لم تكن للنائب رغبة فلا يؤخذ غيره بجريرة هذا الإمام ونائبه ليحرم هو الآخر من صلاة التراويح.
إن الأفكار الإبداعية من التوجيه الديني تلقى الترحيب من الجميع عندما تكون في تشجيع الأعمال الصالحة وليس تحجيمها وتمنينا لو كان هذا الجهد المصروف في مثل هذا التحجيم قد انصب في عملٍ يؤجر عليه الموجه الديني ومن يقوم بمثل هذه الأعمال.
وأخيراً فإن التنظيم والتقنين فناً لا يتقنه كل أحد، كما أن ليس كل ورقة مكتوبة أو معلقة هو تنظيم، ثم إن بعض الأعمال الإدارية ما هي إلا إغراق في جزئيات لا تسمن ولا تغني من جوع يترفع الكثير من العوام عن الخوض فيها وهو واجب على من هو أفضل منهم.
فهل يستمع الموجه الديني لهذه الكلمات؟
أكرر: لم أكتب هذا الكلام إلا لكي يصل الخير إلى الجميع … ورغبة في نقد هادف … وأعتذر مقدما عن أي خطأ أسلوبي…