عرف ماكس ويبر باختصار البيروقراطية بأنها تنظيم المكاتب حيث تكون السلطة هرمية ابتداء من المكتب الصغير إلى المكتب الأعلى ذو الصلاحيات الأعلى وهكذا حتى الوصول إلى قمة الهرم، وما يعنينا في هذه الجامعة هو بعض الأنظمة العقيمة المعمول بها وبعض الإجراءات المعقدة والمكررة وانعدام الصلاحيات الممنوحة لبعض منسوبي الجامعة أحيانا والتي من شأنها تعطيل سير العمل والتي تعد أحد أهم مساوئ البيروقراطية.
فعلى سبيل المثال: يعلم البعض أن الطالب لا يستطيع أن يسجل أقل من 12 ساعة وفي حالة أراد الطالب حذف بعض الساعات ليكون بعد ذلك عدد الساعات لديه أقل من 12 ساعة فإنه يمر بتلك الإجراءات الطويلة والمعقدة أيضا ابتداء من المرشد الأكاديمي مرورا برئيس القسم وعميد الكلية وانتهاء بوكيل الجامعة شخصيا، والتي من الممكن أن يستغنى عنها آليا – التسجيل الإلكتروني- لأن الطالب لديه فرصه واحدة فقط يمكنه استغلالها متى شاء وكيفما شاء بعد ذلك لن يسمح له النظام بذلك مرة أخرى حيث تتم برمجته على هذا النحو وهو فرصة واحد لكل طالب أو يكتفى بموافقة رئيس القسم والمرشد وإعطائهم كامل الصلاحية في هذا الشأن وماعدا ذلك فيتم باستثناءٍ تقره الجامعة.
ولا نستطيع أن نغفل هنا ما يمر به الطالب في حالة أراد أن يسجل أكثر من 13 ساعة وعنده إنذار أكاديمي فإنه يمر أيضا بتلك الإجراءات نفسها وحتى لو كان معدله قريبا من 2 !!!.
ولقد ابتلينا أيضا بنظام يجبر الطالب على الحصول على نفس الأربع توقيعات لمعادلة مادة واحدة، فيبدأ بالمرشد الأكاديمي ومن ثم إلى رئيس القسم وبعد ذلك إلى عميد الكلية وأخيرا إلى وكيل الجامعة للشؤون الأكاديمية، حقيقة لا أدري لماذا كل هذه الإجراءات ؟ ولماذا لا يتم اعتماد توقيع رئيس القسم والمرشد هنا أيضا بدلا عن هذا كله، لأني متأكد بأنهم لن يقوموا بالموافقة على ذلك الطلب إلا بعد التأكد من سلامته وصحته.
لا أدري هل توقيع المرشد ورئيس القسم ليسا كافيان خاصة في حالتي الحذف والإضافة وربما أيضا في حالة تعديل المواد أم لابد أن تذيل تلك الطلبات بتوقيع كلا من عميد الكلية ووكيل الجامعة.؟؟!!
أهي عدم ثقة بهما - أي رئيس القسم والمرشد الأكاديمي -؟؟!! لا أعتقد ذلك. مع العلم أن أحدهما أو كليهما ربما يكون في أحد الموقعين الآخرين ، إما عميدا لكلية أو وكيلا للجامعة فيقوم بنفس العمل مرة أخرى والتوقيعات إياها مرة أخرى. والمؤكد هنا أن المرشد الأكاديمي ورئيس القسم مؤهلان بما فيه الكفاية لحسم الموضوع وإنهائه بدلا من هذه اللفة الطويلة العريضة.
نريد هنا نظاما سلسا وإجراءات سريعة يتم فيها إنهاء جميع الطلبات بدلا من هذه التعقيدات، ونريد أيضا أن يتم تسخير التكنولوجيا للسرعة في إنهاء الإجراءات فيتم تقديم تلك الطلبات إلكترونيا أيضا بدلا من البحث عن الأساتذة الذين قد يصعب اللقاء بهم و ( الهجولة بين مكاتبهم ) وأن يتم الاستغناء عن بعض تلك الإجراءات قدر الإمكان والتخفيف منها في هذا الشأن والموضوع نفسه ينطبق على تغيير التخصص وما يصاحبه من اجراءات يمكن التخفيف منها بنفس الطريقة.
قبل الختام أريد أن أخبركم أن أحد الطلاب حين أراد ورقة للتعريف –هي ورقة بيضاء مطبوع عليها شعار الجامعة وفيها بعض من كلام يدل على أن صاحبها أحد طلاب الجامعة وهو حسن السيرة والسلوك معنونة بـ إلى من يهمه الأمر- من شؤون الطلاب ذهب إلى الاستقبال وقدم لهم بطاقته وأخبرهم بأنه على عجلة من أمره حيث أنه كان في فترة التدريب وسيسافر في نفس اليوم حينها أخبره الموظف عدم قدرته على تسليمه التعريف في نفس اليوم ووجهه إلى أحد الموظفين في مكتب مدير شؤون الطلاب على ما أعتقد لأخذ الإذن بطباعة التعريف فما كان من الموظف الثاني إلا أن أخبره أن عليه مقابلة المدير بشحمه ولحمه لأنه هو وحده ولا أحد غيره يملك الصلاحية لإنهاء ورقة التعريف في نفس اليوم ، عندها غادر الطالب المبنى ليس خوفا من أن يتم تحويله إلى العميد شخصيا لإنهاء طلبه فالطالب أصبح متعودا على طرق المكاتب – ما فرقت معاه - ولكنه كان خوفا من معضلة أخرى وهي أن يطلب منه كتابة معروض للبت في قضيته والطلب منه العودة في اليوم التالي لمعرفة نتيجة طلبه!! وذلك لكثرة المعاريض* في مكتب سعادة حضرة العميد.
*ملاحظة : لم يتعرف المدقق الإملائي في جهازي على كلمة معاريض لذا جرى التنويه!!