الطيران ذلك الهاجس الكبير الذي يؤرق البعض ويقض مضاجعهم
خوف البعض من الطيران يجعلهم يختلق الاعذار لعدم السفر .
وعندما يضطر الواحد منهم للموافقة فأنه يصبح قلق وتزداد دقات قلبه ويفقد الشهية للأكل ولا يستطيع النوم حتى لو أن بينه وبين السفر شهر او أكثر.
وكل ما قرب الوقت ازادت معاناته.
خاصة إن كان طالبا معنا في هذه الجامعة… تصوروا كيف يكون حاله في أيام الفاينلات
أما في يوم السفر يصبح وكأنه “رايح” للقبر ويزداد خوفه كل ما اقترب من المطار - يعني يكون خوينا الطالب على طريق أبو حدرية المؤدي لمطار الملك فهد- وعندما يركب الطائرة ينشف ريقه ويحس بمغص ولا يأكل ولا يحب التحدث لأحد ، ويبدأ العذاب عندما ترتفع الطائرة عن الأرض - عندما يعطي كابتن الطائرة “ثرست” لطائرته ويطفي مكيفات الطائرة عشان يزيد من عزم الطائرة وتشد محركاتها - ويصبح قلق بشكل كبير ويتوقع سقوط الطائرة بين الحين والآخر ويزيد الطين بله وجود المطبات الهوائية.
وسنستضيف هنا كلام الأستاذ الدكتور عبد الله السبيعي إستشاري و أستاذ الطب النفسي ، كلية الطب جامعة الملك سعود رئيس المجلس السعودي للطب النفسي , مقدم برنامج بر الأمان على قناة المجد الفضائية.
عن الاضطرابات العصابية " المخاوف أو الرهاب" واحدها الخوف من الطائرة.
فقد ذكر أما الرهاب هو شعور شديد بالخوف من موقف لا يثير الخوف نفسه في أكثر الناس. وهذا ما يجعل المريض يشعر بالوحدة والخجل من نفسه ويتهم ذاته بالجبن وضعف الثقة بالنفس و الشخصية. ويختلف الناس باختلاف مصدر الرهاب ، فهناك الرهاب من الأماكن الفسيحة أو رهاب الساح ، وهناك الرهاب من الأماكن المغلقة أو الضيقة وهناك الرهاب من الأماكن العالية والحشرات … الخ. وهناك الرهاب الاجتماعي ، حيث يخاف المصاب به خوفاً شديدا عند لقاء عدد من الناس ، فلا يستطيع الحديث ويضطرب ويحمر وجهه ويتلعثم وقد يضطر إلى الخروج مسرعاً لتفادي الإحراج أو قد ينقطع عن المناسبات الاجتماعية أساساً.
ولنأخذ على مثالاً على الرهاب و هو الخوف من صعود الطائرة. هذا الخوف يصيب الكثير من الناس ، رجالاً ونساءاً ، ولكن عندما نأخذ في الاعتبار حاجة الرجل للسفر بحكم العمل وقضاء الأمور الإدارية والقانونية والمعاملات التجارية ومراجعة الدوائر الحكومية فإن الرجال قد يحتاجون للعلاج أكثر من النساء اللائي وإن كان لديهن هذا الخوف فمن السهل عليهن تفادي صعود الطائرة لعدم الضرورة ومصدر هذا الخوف أفكار معينة تسيطر على المصاب ، منها :
أولاً: الشعور بأن المكان مغلق ولا وسيلة للفرار عند الحاجة. ثانياً: الخوف من الإصابة بأمر ما حيث لا يوجد طبيب أو تجهيزات طبية تنقذه. ثالثاً: الشعور بأنه لا يملك من الأمر شيئاً ، فالطائرة معلقة بين السماء والأرض وهو لا يدري هل كل شيء على ما يرام أم أن هناك خلل ما عندما يسمع صوت منبه أو تهوي الطائرة في مطب هوائي أو تختل حركتها.
وقد يكون أصل هذه المخاوف هو الإصابة باضطراب القلق الحاد (الفزع أو الهلع) وبالتالي فإن الشعور بعدم الأمان في حالة الإصابة بنوبة هو ما يثير هذا الخوف الشديد من صعود الطائرة. ومن ناحية أخرى فإن الخوف من سقوط الطائرة وما يسمعه المرء من حوادث تحطم الطائرة يجعل كل من يصعد الطائرة يفكر في هذا الأمر. ولكن هناك من يستطيع دفع هذه الأفكار بسهولة يغلّب حسن الظن بالله ثم بالمسؤولين عن الطائرة ، وهناك من لا يقدر على دفع هذه الأفكار السوداء ويستمر فيها حتى يشعر أنه لن تسقط طائرة في الدنيا غير هذه التي يستقلها ، وبالتالي فهو يشعر بالخوف وكأن الطائرة في حالة سقوط فعلا . وهذا يقودنا إلى كيفية التغلب على هذا الخوف. فلا شك أن المرء عندما يوقن بسقوط الطائرة ونهاية حياته سيشعر بالخوف الشديد وقد يموت قبل الموت في الحادث فعلاً ، فتتسارع دقات قلبه ويضيق نفسه وتبرد أطرافه وترتعد فرائصه ويتصبب عرقاً وقد يشعر بالدوار الشديد أو حتى الإغماء.
عندما تكون الحالة بسيطة فقد يكون من الممكن السيطرة على الخوف فقط بإعادة الحسابات. فكم من صديق له سافر ورجع بالسلامة ، وكمن من قريب سافر ورجع سالماً غانماً ، وكم من طائرة وصلت هذا اليوم و هذا الأسبوع و هذا الشهر ولم تصب بأذى ، وكم من طائرة أقلعت هذا اليوم وهذا الأسبوع وهذا الشهر ولم يعتريها بأس ، وكم على متن هذا العدد من الطائرات من مسافرين ، كلهم تفسحوا وسعدوا وقضوا حوائجهم. هل من الذكاء أم من الحماقة أو التشاؤم الذي لا يرضاه عقل ولا دين أن نغفل عن كل هذه الرحلات الآمنية ونجعل نصب أعيننا حالات نادرة جداً ؟ قد يقول قائل: “ولكن قد أكون أنا سيء الحظ وتكون هذه الطائرة هي التي تسقط من بين تلك الألوف المؤلفة من الرحلات”. نقول له: ليس هناك ضمان ، ولكن الأغلب (الاحتمالات) أن هذا لن يحدث بإذن الله ، بدليل هذه الرحلات الكثيرة الآمنة وما يسبقها من احتياطات السلامة والوقاية والتدريب. ثم إنك يا أخي بين يدي الله ، اعمل ما عليك من أسباب ودع الأمر كله من قبل ومن بعد لله ، وكن مؤمناً حقاً بأن ما أخطاك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك.
أما إن كان الخوف شديداً بحيث يجعل المصاب به يلغي فكرة السفر مرة بعد أخرى مما يؤثر على مجريات حياته ويحد من حركته ونشاطه الاجتماعي أو الوظيفي أو التجاري ، فإن ذلك داء يجب التداوي منه ، والحمد لله فإن العلاج سهل وبسيط وميسور.
العلاج: يعتمد علاج الرهاب على أساس دوائي يقلل من درجة الخوف ويجعل من السهل التعامل معه في حينه. ويمكن استعمال هذه العقاقير عند اللزوم وخاصة عندما تكون الحاجة إلى السفر قليلة وعلى فترات متباعدة.
أما الطريقة الثانية ( وتضاف إلى العلاج الدوائي ) فهي تعتمد أسلوب الاسترخاء ، إذ لا يمكن أن يكون المرء مسترخيا وقلقاً متوتراً في ذات الوقت. فيتم تدريب المصاب بالرهاب على الاسترخاء حتى يتقنه بشكل ممتاز ومن ثم يتم استعماله في برنامج التحسيس التدريجي لمواجهة الخوف من صعود الطائرة بشكل متدرج حتى يتم السيطرة عليه تماماً. و يكون ذلك عادة على شكل جلسات مع الطبيب أو الأخصائي في علم النفس الإكلينيكي وتتراوح كل جلسة من نصف ساعة إلى الساعة الكاملة مرة كل أسبوع تقريباً لمدة حوالي 12أسبوع. وعادة ما تكون النتائج جيدة جداً ما لم يكن هناك عوائق تؤخر مسيرة العلاج مثل الانقطاع المفاجئ أو عدم الاهتمام من المريض وخلافه…
الادوية: كثيراً من المسافرين يستخدمون ادوية مهدئة قبل الصعود الى الطائرة، وهؤلاء يشكلون نسبة عالية، ليس فقط الاشخاص الذين لديهم خوف من السفر بالطائرة، بل اشخاص عاديون لايشعرون بأي قلق من الصعود والسفر بالطائرة، ولكن يشعرون بالملل من الرحلات الجوية، خاصة اذا كان الشخص كثير السفر، والرحلات طويلة. اشهر الادوية التي يستخدمها المسافرون هو الفاليوم، ويختلف من شخص الى آخر مقدار الجرعة التي يتناولها بعض المسافرين يكتفي ب 2ملغم وآخر قد يتناول 10او 20ملغم، ذلك يعتمد على التعود ومقدار القلق الذي يشعر به المسافر…! ثمة ادوية بدأت الان تستهلك بكثرة عند السفر مثل الزاناكس والذي يسمى فاليوم التسعينيات، نظراً لتحول الاشخاص الذين يستخدمون الادوية المهدئة من الفاليوم الى هذا الدواء الذي يتميز عن الفاليوم بسرعة مفعوله وقوة تأثيره، اضافة الى تأثيره على المزاج بشكل ايجابي. الزاناكس دواء جيد لكنه قابل للادمان وان يتعود عليه الشخص بسهولة ويصعب الانفكاك منه…!! ايضاً ادوية شبيهة بالزاناكس مثل الليكسوتانيل والاتفان، وجميعها من الادوية المهدئة الصغرى المقيدة، لذلك لا يمكن صرفها الا عن طريق طبيب في جميع انحاء العالم. و يجب استشارة طبيب متخصص واستعمال هذه الادوية في و قت الضرورة فقط، وان لا يستخدمها الشخص بناءً على نصيحة صديق او زميل فالتعليق بهذه الادوية امر مزعج للغاية، والانفكاك من براثن التعود على هذه الادوية صعب جداً… جداً.
المسألة إخواني الأعزاء ليست قوة قلب او شجاعة او غيرها الموضوع وما فية مهارة وتعود وهواية وعلم… قبل ان تعرف رأى الطيارين ما هو رأيك فى قيادة السيارة؟؟؟؟ كيف كان شعورك اول مرة تجرب “السواقة” ؟؟ طبعاً مختلف ولا يوصف ولن يتكرر ابداً خوف رهبة اندهاش هذا اخى حال الطيار فى بداياتة بالطيران تحس بعالم ثانى ومع الزمن يصبح هذاالشئ جزء من حياتك وتبدأ حالة التعود والا مبالاه. الفرق أن الطيار بنى وتأسس على علم ومعرفة بعكس السائق. واضافة الى ذلك الامكانيات المتواجدة لدية من حيث الاجهزة الملاحية والراديو والكتب الفنية المتواجدة بالطائرة لاستعمالها عند الحاجة وهذى شبة انقرضت بالطائرات الجديدة حيث عند وجود خلل بالطائرة تنير لك شاشة الكمبيوتر المتواجد امام الطيار يخبرك بموقع الخلل والطريقة الصحيحة لإصلاحه. وكما يعلم الجميع الطيران متعة قبل كل شئ اما أخطاء الطيار كما نسمع فحصولها يكون بنسبة 1% فقط حيث يوجد بالطائرة اكثر من جهاز يردع الطيار عن القيام بعمل خاطئ وخصوصاً الطائرات الحديثة والتى تتحكم بها الاجهزة المرتبطة بالكمبيوتر اكثر من الطيار نفسة والذى عمله فى يومنا هذا الاشراف فقط.
وبوجود اجهزة الملاحة الحديثة والتطور بعلم الطيران فأن الطائرة من ارتفاع 100 قدم او اقل بعد الاقلاع تكون تحت سيطرة الطيار الالى والأجهزة الملاحية الى قبل الهبوط بحوالى 200 قدم واذا وجدت الامكانيات بالمطار ممكن للطيار الالى من عمل الهبوط بدون ان تمس أيدى الطيار.
ولمن يعاني من هذه المشكلة أنصحه بقراءة هذا الكتاب المفيد وهو بعنوان ( تغلّب على الخوف من الطيران ) من تأليف ( ميف بايرن كرانجل ) وتعريب ( وسيم هاشم ) الناشر مكتبة العبيكان الكتاب مفيد جدا وواضح من عنوانه…