منذ أن رأيت الموضوع المعنون بـ"وفاة طالب" أتاني ذلك الإحساس الغريب…احساس يخبرني بأني أعرف المتوفي…و ماهي الا لحظات حتى فوجئت بنعي “ريان با خطيب”…أجريت اتصالاتي و تأكدت من الخبر الحزين…
لم أكن أعرفه معرفة شخصيا…لكن كنا دائما نجتمع صدفة عند بعض الأصدقاء…و فوق ذلك هو جاري في نفس الشقة في عمارة 91…لم يفصل بيننا سوى خطوات معدودة….مع ذلك…كنت مقصرا في حقه كجار…
ريان باخطيب توفي منذ اربعة ايام وفاة طبيعية…و لأنه يسكن بمفرده لم يعلم به أحد سوى اليوم….رحمك الله رحمة واسعة…
ريان كان مثال الشاب المهذب الخلوق…لم يكن جارا مؤذيا و لا مزعجا……محافظ على صلاة الجماعة……متفوق في دراسته على حد علمي….
آه أيتها الدنيا الفانية…ما أحقرك!…نعمل من أجل اهداف دنيوية…و فجأة!…كل شي يذهب!
رحمك الله يا ريان و اسكنك فسيح جناتك……الله اغفر له و ارحمه و اغسله بالماء و الثلج و البرد و نقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس…اللهم عوض أهله خيرا و الهمهم الصبر و السلوان…
نصيحة لي و لكم…
الدنيا أكبر من مجرد تخرج من الجامعة و الزواج…الدنيا دار عمل من أجل الراحة الكبرى…
هاهو زميلنا ريان غادر الدنيا بما فيها…و لم يذهب معه سوى أعماله الصالحة….دعونا نراجع أنفسنا و نرى ماذا قدمنا ليوم لا ينفع فيه مال و لا بنون….
نصيحة لسكان العمائر 91-92-93….
أعلم كما تعلمون كم هي مغتالة العلاقات الإجتماعية في هذه العمائر…كل مشغول بنفسه و لا يدري عن جاره البتة…اسألوا عن جيرانكم…القوا السلام اذا رأيتموهم….حتى لا يتكرر ما حصل لأخينا ريان…و تذكروا وصية الحبيب-صلى الله عليه و سلم- في سابع جار……
إن كان لأحد منكم حق عند أخانا ريان فليراسلني على الخاص….و الا حللوه و ابيحوه و ادعوا له بالرحمة…
لا حول ولا قوة إلا بالله … إنا لله وإنا إليه راجعون …
رحمك الله يا ريان و اسكنك فسيح جناتك……اللهم اغفر له و ارحمه و اغسله بالماء و الثلج و البرد و نقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس…اللهم عوض أهله خيرا و الهمهم الصبر و السلوان…
لاحول ولا قوة الا بالله …وإنا لله وإنا إليه راجعون…
رحمك الله أيها الصديق العزيز…افتقدت أخا وصديقا غاليا علي وكان أول رميت ارمت معه وقضينا لحظات جميلة ويشهد الله اني لم ارى منه الا كل خير …ولا أزيد على كلام اخي wsws بارك الله فيه…
كم هو محزن ان تفقد اقرب الناس اليك…لكن لا يسعنا الا نقول لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم …وكلنا لها…
لقد مر بظروف عصيبة لا اعلم عنها الا انها كان فرادى وكان يبحث عن زميل يسكن معه…
كلنا كنا مقصرين في حقه وانا اولكم حيث اني لم اكلمه الا مرة او مرتين من بداية الفصل…
والحمدلله انه توفى في شهر أوله رحمة …فنسأل الله ان يفيض عليه من رحمته ويسكنه فسيح جناته …ويلهم اهله وذويه الصبر والسلوان …
وصدق الشاعر حيث قال:
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره…تعددت الأسباب والموت واحد
اللهم اجمعنا وأحبابا لنا في دارك الفردوس يا رجوانا
عرفت ريان قبل الثالث ثانوي هو وبعض الشباب وكنا في دورة تصميم مواقع و مخصصه للموهوبين، تعرفت على ذاك الرجل، كان طيب الأخلاق هادئ مجتهد، لم أرى منه سوء.
ثم إلتحقت بالجامعة فتفاجأت به وببعض الشباب الذين كانوا في تلك الدورة ثم تفاجأت به في التخصص، وصارت المعرفة أكبر في الجامعة من سابقتها.
اليوم في العصر جاءني إتصال يحمل الخبر المؤلم، فكان كالصاعقة لأني رأيت ريان في بداية الأسبوع ثم الآن متوفي، بين ليلة وضحاها يكون متوفي.
وما أحزنني أنهم لم يعلموا بالوفاة إلا بعد مدة ولاحول ولا قوة إلا بالله، وما أحزنني أن لديه صديق حميم مقرب حتى أني إذا رأيت ريان فيأتي في ذهني صورة صديقه، وإذا رأيت صديقه يأتي في ذهني ريان،حزنت لحزن صديقه وقلت يا ترى كيف حال صديقه الآن؟
لكنني حمدت الله أنه أدرك رمضان ومن الله عليه بصيام أيامه وقيام لياليه، وأرجوا أن يكون ممن أعتقت رقابهم في الليالي الماضيه، وأرجوا أن يكون مات صائمًا هسى أن يبعث صائمًا.
أسأل الله أن يخفف مصاب أهله فيه ويرزقهم الصبر والسلوان ويعوضهم ويرضيهم بقضائه وقدره ولا يجعلهم من الجازعين، ويربط على أبيه وأخيه الذين حضروا إلى هنا لإستلام ذاك الجسدالذي أسأل الله أن لاتمسه النار .
والله دهشت من الموقف، حمدت الله أن لي جيران يسألون عني إذا غبت، يسألون عني إذا فقدوني في المسجد، يطرقون علي الباب ليوقوظني للصلوات والسحور والدوام.
خطر خاطر في نفسي، كيف يا أمجد لو كنت مكان ريان، في لحظة ومن غير سابق إنذار ولا مرض ولا وعكة ولاهم يحزنون فاضت روحك ومت؟ لم يبقى بينك وبين الموت إلا أن يقولوا مات أمجد، ويحضر أبوك وأخوك لإستلامك، ويبكي عليك أهلك وأصدقائك و من يعز عليك، ويقوم أحد الأعضاء بإنزال موضوع يقول فيه Pro_Amjad في ذمة الله.
رحمك الله ياريان وأسكنك فسيح جناته.
أنا أدعوا جميع أصدقاء ريان أن يساهموا في صدقة جارية له.