هذا موضوع وجدته في مدونة أحد طلاب الجامعة www.some01.wordpress.com
وبما أنه يحاكي تماما طبيعتي هذه الأيام أحببت أن أنقله لكم
المصدر
http://some01.wordpress.com/2008/05/31/finalism
http://www.summersdale.com/images/De-stress-for-Exams.jpg
** وفجأة يقوم الطالب ينظف غرفته ويرتبها، وهو يرتب يشوف كتاب أو رواية من فترة اشتراها ولسة ما قراها، فأخذها وحطها قريبة من عينه عشان يقراها لما يخلص ترتيب الغرفة، وإلا واحد من الشباب يتصل عليه ويقوله سرينا نتعشى، قال فووقه، وأخذ العشاء كامل الليلة ، وفي اليوم الثاني فتح المادة ودرس له حرفين وحل مثالين ، وإلا هو يتذكر نظرية أن يرتاح الإنسان لأن ذلك ينشط الدماغ ويجدد النشاط ويخلي الإنسان مركز أكثر وغيرها من فوائد الراحة، وهكذا يرتاح وفي محصلة اليوم يجد أنه يذاكر 10 دقائق ويرتاح 50 دقيقة مابين قراءة وحمام ومكالمات وأحلام يقظة…
** وللحمام قصة أخرى، فهو يستمتع أكثر بالحمام في هذه الأيام ، ويعقد فيه المشاريع المستقبلية وفين هيروح وأي الشركات أفضل له؟ وشريكة الحياة مين بتكون؟ وكيف بيختار … والاختبار بيجي صعب ول سهل؟ والله يستر لما يكون صعب ونحصل D+ أو F !! والله بتكون مشكلة والمعدل بيروح فيها…. وهكذا يقضي في الاستحمام أضعاف الوقت الذي يقضيه في الأيام الدراسية العادية، وأما أحلام اليقظة خارج الحمام… فلا شيء يعدلها.
** أما عن القراءة والاطلاع فحدث ولا حرج، فهو يقرأ الكتب الصعبة والتي تحتاج لتركيز أكثر ويتعمق في بعض كتب الفلسفة ونهضة الأمة، ويعجبه كثيراً التعرف على تاريخ القضية الفلسطينية من الألبوم المصور لتاريخ القدس وفلسطين حتى يكاد ينهي أكثر مافيه مستمتعاً بالصور، ولا يكاد يمرر رواية سمع عنها “ضجة” إعلامية إلا ويقرؤها كاملة من يومه وليلته ولن يفوته أن يجري مسح شامل لمكتبته -إن كان معه مكتبة- ويشوف الكتب اللي قراها واللي ما قراها ومتى بيقراها؟؟؟
** الشعر الجيمل وشجونه، والخواطر الحرّة وتدفقها، وفن الكتابة عموماً لا تصل إلى قمتها في العطاء إلا في هذه الفترة، فهي فترة ذهبية لاستثارة الخواطر وكتابة العواطف وتسطير أبيات الشعر، وربما لم يعرف صاحبنا الشعر ولا تأليفه إلا هذه الفترة، وهذه فائدة عظيمة جداً ، ففي هذه الفترة تكتشف المواهب وتطلع الإبداعات المخبوءة من زمن…
** الانترنت والتجول في أعماقه فهو أمر أساسي، ولا يفوته أن يذهب لمواقع النكت والصور العامة أو غيرها من المواقع العامة ويقرأ الأخبار ويعدي على المواقع الاخبارية يومياً، ويقرأ التقارير السياسية “عشان يفهم الوضع السياسي العالمي” وطموحات لا تنتهي…
** وللمساجد شأن عظيم، فالإيمانيات ترتفع والروح ترتقي في هذه الأيام ، ولن تخون عينيك هذه الملاحظة حينما تشاهد امتلاء الصفوف في صلاة الفجر خصوصاً، وأداء السنن الرواتب والوتر وكل النوافل ، فهذه الأيام هي أيام الارتقاء الروحي والتحليق في ملكوت الله عز وجل ، والإكثار من التأمل والتفكر والذكر.
** وحدث عن أحلام اليقظة ولا حرج، وعن التخطيط للإجازات الصيفية، وحضور الزيجات اللي بالصيف، وعن فلان وفلانة … وقائمة لا تنتهي
** وطبعاً للمواد الدراسية اهتمام خاص، فصاحبنا هذا يذاكرها كلها بأقل وقت ممكن ، ويقتنص فرصة الذهاب للصلاة وقضاء فيها الوقت الكثير، خصوصاً إن كانت المادة “سهلة” ولا تحتاج مزيد مذاكرة اللهم “جميع” الأمثلة وبعض القوانين الرئيسية والتي تحفظ كلها في خلال نصف ساعة من التركيز !!!
** هذه بعض أعراض مرض finalism والذي ينتشر بين الطلاب عموماً فترة الاختبارات النهائية، وأفسره شخصياً -كما يفسره الكثيرون- على أنه هروب من الضغط النفسي والعصبي أثناء فترة الاختبارات، ونوع من هذا الهروب مطلوب، وهو أساساً تجديد وراحة، لكن إذا زاد عن حده فهو مرض الهروب من الضغوط أثناء الاختبارات. وأعرّف هذا المرض على أنه : هروب ناعم.
** حتى الآن أنا أعد نفسي متفوقاً في ممارسة الهروب الناعم هذا، وماشاء الله ودي أخلص علوم الدنيا كلها في فترة الاختبارات - كعادة كل فترة اختبارات- ، لكني في هذا الترم ، قد أعددت للأمر مبكراً، وخططت للكتب التي أريد قراءتها أثناء هذه الفترة -بعد أن اشتريت بعضها في الزيارة الجريرية البائسة- ، وأكثرت منها لأنها فرصة لن تعوض -ورب الكعبة-، وكذلك أعد لبعض المقالات التي أعتزم كتابتها، وحتى في بالي الكثير من التدوينات والتي سأنجزها في هذه الفترة وأضعها كمسودات لوقت الحاجة، وبهذا أكون قد واجهت هذا الهروب الناعم بمواجهة أكثر نعومة!! << ماشاء الله على الواقعية الشديدة هذي…