حوصر بالهالة والصخب الإعلامي لها، وأصبحت هدفه منذ التحاقه بالجامعة، كل همه الحصول عليها، كل همه الحصول على مرتبة الشرف…
وفي أول ترم له حققها، وفي فصله التالي كبا…
تحطم، بكي كثيرا، وآلى على نفسه ألا يعود، وأنه سيتخرج بمرتبة الشرف…
سلك طريق الأشواك والظلمات، طريق البؤس والشقاء، أصبح يخشى الفضيحة في كل امتحان، ويرقب المراقب وكأن أدوراهما عكست…
هنئياً له تخرج مرتبة الشرف، ولكنه لم يشعر بالسعادة، كانت المرارة تعصر قلبه، والألم كمشط حديد يحفر في جنباته، فهم يعلم انه تخرج بكل انحطاط، ومع مرتبه الخذلان وعدم الإيمان…
يريد أن ينسى جريمته، حاول أن يحيا سعيدا، وأن يعمل هنيئا في منصبه الكبير، وأن ينخرط بالمجتمع والحياة، ولكن نظرات الناس تقتله، ينظرون أليه كأنهم ينظرون إلى بقعة سوداء في جبينه، لم يذق الراحة حتى في المنام…
ضاقت به الأرض بما رحبت، ذهب إلى جامعته حيث الذكريات، صعد الجبل، واعتلى هامة برجها، أخذت نظره تجول في تلك السيارات حول الحزام، والى ذلك الفتى وهو يصعد طريق الموت تحت لهب الشمس مهرولا حتى لا يتأخر، وإلى ذلك الطفل البريء الذي يريد قطع الشارع، والكل لا يرحمه رغم وجود المطبات…
أراد أن يصرخ بأعلى صوته، ليخبر العالم بأسره، تجربته المريرة…
اخرج وثيقته، مزقها، وبعثرها في الهواء، وأخذ يرمق هباءها المتناثر، اعتلى حافة البرج، ونظر إلى الأسفل، كم يتمنى أن ينهي حياته الآن…
يجول في خاطره، انه سيندم إن عاد أدراجة، ولكنه لا يريد أن يقدم على قتل نفسه، ولا يريد أيضا أن يحيا هكذا، تصارع الخير والشر في نفسه، وكما عودت نفسه، ينتصر من قُلِد لجامها في السابق…
وفى تلك اللحظات القصيرة، بدأ الشريط السينمائي بعرض آخر الأفلام… وعند اقترابه من الارتطام، كان الفيلم يعرض الوثوب الأخير، وفقط عند هذه اللحظة أدرك…
أدرك أنه
لم يتخرج بشرف…
لم يحيا بشرف…
ولم يمت بشرف…
كلام رائع جدا يصف حال البعض (وهم الفئة الشاذة)لا بل اصبحت للأسف ليست شاذة بل اصبح كثير ممن ينهجون نهج هذا المسكين نسأل الله العافية ونسأله التخرج بشرف مع مرتبة الشرف وليس بورق على حبر…
اخوك “سفمور بوي”