معذرة أيها الأخ الكريم …!
إنها حقيقتنا مع ( الإنترنت )
نعم إنها صورة خطيرة جداً… إنها صورة المجتمع المسلم، والعربي بالخصوص …
كم هي الأعداد هائلة… تدخل الصفحة عندما يقال (( أنظر الصورة في الداخل))… وكم هي الأعداد قليلة… عندما يقال: ((اقرأ العلم و الثقافة))
إنه تقديم للعاطفة المرئية… إما استمتاعاً بما تراه… أو تألماً له… ولكنها سريعاً ما تنطفئ كاحتراق الورقة ليس لها جذوة… أو كنورها سريعاً ما ينطفئ… تقديم للعاطفة على الفكر والثقافة الذي هو نور مستديم، وبناء يتكامل …
إنها نعيٌ لثقافتنا… ونعي لشبابنا …الذين أقبلوا على الصورة بلهث شديد … وأعرضوا عن القراءة، بغفلة عن فوائدها …
إنها أزمة أمة، أعرضت عن القراءة النافعة، وأهدرت ملايين الساعات، والأموال ما بين صورة … وطرفة … وخبر …
تستهلك قدراتها فيما لا يفيد… وفي قراءة خلافات عائمة على فهم سطحي… قبل أن تتحقق الأمور …
ترى القارئ يلهث نحو الإشاعات السريعة… نحو الأخبار الملتوية… نحو التجريح العلني …
نحو الصورة التي فيها اطلاع على عورات الناس … صورة فاضحة… وسباب للأعراض…
يا للمصيبة كم يُعنى رجال الأمة وشبابها بالصور … وإلى أي مدىً تتطور العقول والحجة والبرهان بالصورة…! وإلى أي مدىً تزداد الثقافة، والمعرفة بالصورة… وإلى أي مدى يتعرف المسلم على الأمم وعلى الأعداء وكيدهم وخططهم، ويستقريء أهدافهم وسياساتهم بالصورة …
كم تمتلئ القلوب شوقاً، وتصوراً كبيراً لما يقال: ( انظر الصورة في الداخل ) ولكن عندما نفتح إلى داخل الصفحة فهو مرأى اعتدناه كثيراً، وألفناه، وليس هناك أمراً جديداً، ولا غريباً…
كم نشتاق إلى الأخبار نسترجع قراءتها، ونبحث عنها مراراً وتكراراً في اليوم الواحد… وهل نحن السياسيون… بأيدينا زمام الأمور…
كم تعجبنا الطرفة… كثيراً وكثيراً… ولكنها لا تغنينا عن المعلومة المفيدة …
قارن بين نظرة صورة لا تثبت لك حقيقة… بل تموج بك في بحار الاحتمالات… وبين قراءة واعية، متمعنة متأنية، مفيدة…
يا لها من أزمة حضارة… لمَّا تتمعن العيون في الصورة، وتتلمسها بدقة… ولمَّا تستعرض العلم ، والثقافة بلمحة عاجلة على استحياء، وخجل…!
نقلاً عن موقع: www.islamselect.com